أقام المؤرخ المعماري الكندي الأميركي جان لويس كوهين منذ عدة أشهر معرضاً بعنوان "البناء في العالم الجديد: الأمركة في العمارة الروسية" وكان هو قيم المعرض الذي تضمن فوتوغرافيا وتسجيلات فيديو وتصاميم وانتظم في "المركز الكندي للهندسة المعماري" في مونتريال.
وقام المؤرخ بتحويل هذا المعرض إلى كتاب صدر مؤخراً عن "منشورات جامعة يال"، ويتناول أثر العمارة الأميركية على الروسية، ويرصد تاريخ هذا التأثر وعلاقته بالثقافة والسياسة والحرب الباردة، ويقدم دراسة لأهم النماذج التي تكشف هذا الأثر.
يقول الكاتب في المقدمة إنه و"خلال عصر المعارض العالمية في القرن التاسع عشر، فتنت الرأسمالية الصناعية العالم وأثارت الخيال. لم تكن روسيا محصنة ضد السحر، وكان هناك "نقل" دائم للخبرة الفنية والأفكار الثقافية بين البلدين".
من أبرز النماذج التي تعد أمثلة على العمارة الروسية المستوحاة من نظيرتها الأمريكية؛ مشروع قصر السوفييت المستوحى من راديو سيتي هول ومن تمثال الحرية.
يكشف الكتاب التشابه في مئات المصانع التي صممها المعماري ألبرت كان لروسيا السوفيتية في الثلاثينيات، أو في ناطحات السحاب التي أقيمت في موسكو في ظل الستالينية.
على الرغم من أن الولايات المتحدة بدأت رسميًا علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي فقط في عام 1933، فقد تم بالفعل نقل الخبرة الفنية عبر المنطقتين. ولم تكن أنظمة التبادل والتخطيط هذه بين واشنطن وموسكو وحسب، بل وفي أعماق سيبيريا، فظهرت مدينة نوفوسيبيرسك الفولاذية كشيكاغو جديدة، بينما تم تكرار النموذج الصناعي الذي تم إنشاؤه في ديربورن بولاية ميشيغان في مدن روسية مثل تشيليابينسك وفيركنيايا سالدا وتومسك.
تقدم هذه الدراسة الأولى من نوعها، بحسب تقديم الناشر، فهماً جديداً للعلاقات الثقافية الروسية الأميركية منذ الفترة القيصيرية وحتى سقوط الاتحاد السوفييتي، وكما أنها تعيد النظر في فهمنا لجغرافيا العمارة الحديثة وسياستها الأوسع. يُذكر أن جان لويس كوهين هو أستاذ تاريخ العمارة في جامعة نيويورك، ومؤلف كتاب "الهندسة المعمارية بالزي الموحد" (جامعة يال 2011).