تتوالى منذ قرابة النصف عام فعاليات "صفاقس، عاصمة للثقافة العربية 2016" دون أن يظهر أي ترابط فيها، إذ تبدو مثل مجموعة فعاليات مستقلة يجمعها مكان واحد، فإذا أضفنا إلى ذلك تخصيص "أسبوع ثقافي" لكل بلد أصبح الأمر شبيهاً بتتالي مرور وفود من "عاصمة الثقافة".
بعرض أوبريت "هذا العراق" لـ فؤاد ذنون في "المركب الثقافي محمد الجموسي"، يختتم مساء اليوم "الأسبوع الثقافي العراقي" في صفاقس، الذي انطلق في 16 من الشهر الجاري.
خلال الأيام الماضية، توزّعت الفعاليات بين عدد من الفنون، فقد كان افتتاح "الأسبوع الثقافي العراقي" بالعرض الراقص "لوحات فولكلورية" لـ "الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية"، وقدّمت "فرقة الجالغي البغدادي" عرضاً موسيقياً يوم السبت الماضي، فيما قُدّمت مسرحية "المقهى" لـ تحرير الأسدي يوم الأحد، ولاستكمال تعداد الفنون جرى عرض فيلم "سر القوارير" لـ علي حنون يوم أمس.
لا بد من التساؤل هنا؛ أي معنى لأسبوع ثقافي؟ أليس من المتوقّع أن يكون محاولة لنقل مناخ من فضاء ثقافي إلى آخر؟ وهل يمكن أن يعبّر فيلم عن مجمل المشهد السينمائي أو مسرحية عن مجمل المسرح العراقي؟
لعلّنا هنا نعود إلى مسألة الارتجال في برمجة كل تجارب "عاصمة الثقافة العربية"، فـ"الأسبوع الثقافي العراقي" لم يكن برنامجه جاهزاً ضمن رؤية عامة مؤسسة، وإنما هو أقرب إلى بحث عن ملء فراغ في الخانة المخصّصة لاستضافة كل بلد عربي.