"الأركيولوجيا في الأناضول": من الإمبراطورية إلى الجمهورية

08 فبراير 2020
من آثار الأناضول، ملصق الندوة
+ الخط -

تحت عنوان "الأركيولوجيا في الأناضول"، تقيم كلية "سواس" التابعة لجامعة لندن ندوة ليوم واحد تنطلق عند التاسعة والنصف من صباح الإثنين، العاشر من الشهر الجاري، بمشاركة أكاديميين من تركيا وبريطانيا.

تسعى الندوة بحسب القائمين عليها إلى توثيق الاكتشافات الجديدة وطرق تقييم البيانات وأحدث التقنيات، وإلى عرض ما يلزم القيام به لضمان استمرار التنقيب، وتسليط الضوء على بعض التحديات التي تواجهها المواقع المستكشفة والجديدة.

تفتتح الجلسات بندوة حول مشروع التنقيب في مستوطنة تشاتال هويوك (معناها التل الكبير والمتشعب) والتي تعتبر من أبرز آثار العصر الحجري الحديث، وتقع في جنوب الأناضول حيث كانت موجودة من 7500 قبل الميلاد تقريباً إلى 5700 قبل الميلاد. يضيء أستاذ الآثار في جامعة ستانفورد إيان هودر النجاحات والإخفاقات في هذا المشروع التنقيبي الذي استمر 25 سنة لمدينة عمرها تسعة آلاف عام.

وبحسب الورقة فإن المشروع استخدم أحدث التقنيات العلمية، وكانت النتائج مثيرة للإعجاب في بعض الأحيان ولكن كانت هناك أيضاً أخطاء ارتكبت ولحظات صعبة، حيث يناقش هودر بعض النتائج الأثرية الرئيسية ويتأمل أيضاً التحديات التي تطرحها الآثار وعلاقتها بالمجتمع المحيط.

من المشاركات أيضاً ورقة للآثاري أرتميس باباثودورو بعنوان "السياسات العثمانية والجمهورية في علم الآثار"، ويعود الباحث إلى القرن التاسع عشر، حين طورت الدولة العثمانية تدريجياً اهتماماً ملموساً بالآثار الموجودة في أراضيها، وتمت ترجمة هذا الاهتمام إلى أنشطة محددة لإدارة التراث الأثري في الإمبراطورية وتم تدوينه في سلسلة من اللوائح بين عامي 1869 و 1906. تبحث هذه الورقة في هذه اللوائح وتناقش الأهداف التي تخدمها والطريقة التي تم تنفيذها بها.

كما ينظر الباحث أيضاً في لائحة 1912 بشأن حماية الآثار وكيفية إدارة التراث الأثري في الإمبراطورية، بالنظر إلى أن التنظيم العثماني الأخير على الآثار استمر خلال فترة الانتقال إلى الجمهورية التركية، حيث تسلط الورقة الضوء على الاستمرارية والانقطاع بين الفترتين، في تحليل يعتمد إلى حد كبير على قراءة نقدية للتشريعات المتعلقة بالآثار العثمانية والوثائق الإدارية الموجودة في الأرشيف العثماني في إسطنبول.

بدورها تقدّم الباحثة إيسيلي غورسو ورقة بعنوان "فهم الجمهور في علم الآثار العام: رؤى من تركيا"، وتتناول فيه سلسلة من المشاريع التي بدأت في تركيا عام 2013 بالشراكة مع المعهد البريطاني في أنقرة، وكانت مخصصة لفهم التصور العام للآثار، وهو موضوع غالباً ما يهمله علماء الآثار وغيرهم من العاملين في المجال. تتعرّض الأصول الأثرية في تركيا وأماكن أخرى للتهديد بشكل متزايد ويعتمد مستقبلها بشكل كبير على التأثير على الجمهور "المجتمع" في ما يتعلق بحمايتها.

تركز الباحثة في ورقتها على مشروعين تم تنفيذهما، وهما "العيش وسط الآثار: المواقع الأثرية"، ومحوره التنمية المستدامة في جنوب غرب تركيا، و"حماية الأصول الأثرية في تركيا" الذي يدرس الأصول التركية الأثرية على مستويين: استكشاف منهجيات مختلفة للمشاركة مع الجمهور؛ وتحديد الفوائد الملموسة وغير الملموسة التي يمكن للجمهور عبرها الاستفادة من الآثار.

أيضاً يقدم المحاضر جون ماكجينيس ورقة حول "مقاطعة توشان الآشورية الجديدة"، ويبحث في تشغيل وإدارة إقليم توشان الآشوري الجديد خلال فترة الاحتلال الآشوري. تقع المحافظة على طول الضفة الجنوبية لنهر دجلة في ما هو الآن جنوب شرق تركيا على بعد حوالي 60 كم شرق ديار بكر.

يعود الباحث إلى مجموعة من المصادر النصية بما في ذلك النقوش والمراسلات الملكية والنصوص من الموقع نفسه، حيث يقوم بإجراء تقييم متوازن للنظم الزراعية والإدارية والدينية والعسكرية وغيرها.

الأوراق المشاركة تتضمّن أيضاً مواضيع تتناول "التوسع في الزراعة في وقت مبكر وراء هضبة الأناضول"، و"ماذا تقول لنا الحفريات عن الأناضول في العصور الوسطى"، والبيوت في الأناضول في العصور الوسطى وغيرها من المحاور المختلفة.

المساهمون