"الأرض وما عليها" عنوان المعرض الذي ينظمه غاليري "المرخية" في الدوحة، للفنانين المصريين إبراهيم الدسوقي وهند عدنان، وينطلق عند السابعة من مساء الثلاثاء المقبل، حيث يتواصل حتى 22 آذار/ مارس المقبل.
رغم أنهما يجتمعان تحت سقف معرض واحد، لكن عدنان تسلك طريقاً آخر غير الذي يختاره الدسوقي، سواء على صعيد الموضوع أو التقنية أو المدرسة أو الألوان.
غير أن الثيمة المشتركة فعلاً بينهما هي "الأرض وما عليها" كما يقول عنوان المعرض، ففي حين يختار الدسوقي العراء والتراب والطبيعة والأشجار البرية، تقول لوحات عدنان شيئاً آخر، فما على الأرض بالنسبة إليها هو الإنسان، وبالتحديد المرأة في دائرة التراث وماضي المكان الذي هي فيه.
فإذا بدأنا من عند أعمال عدنان (1970) نرى أنها ترسم المرأة وحدها جالسة على الأرض أو مستلقية في دائرة، وهذه الأخيرة تجسد رسومات ورموز تقليدية في إشارة إلى علاقة المرأة بماضي المكان وتقاليده.
سرعان ما يتزايد عدد النساء من لوحة إلى أخرى، كلهن متماثلات وجالسات في هيئات مختلفة، المهم أنهن ملتصقات بهذه الأرض القديمة تحتهن، يبدو الأمر أحياناً كما لو أنها امرأة واحدة تعاني من الأرق وهذه الحركة البندولية ليست إلا رد فعل يائس على مرور الوقت.
بالنسبة إلى فضاءات الدسوقي (1969) فهي البراري، تشكلات من الشجيرات والأزرق الممتد، ثمة شعور بالبرد يتسرّب من لوحاته المتقشفة بصرياً، قليلة هي العناصر وكذلك هي الألوان، ثمة لونين أو ثلاثة في كل لوحة تقريباً وفراغ لا وجود للإنسان فيه.
ثمة لوحات توجد فيها المرأة لكن لا وجود للطبيعة فيها، وكأن الاثنين عنصرين منفصلين لا لقاء يحدث بينهما في عالم الدسوقي.
نجد الدسوقي في منتهى الواقعية في أعماله، لكنها ليست الواقعية تماماً بل ظلها الذي يضفي عليه الفنان حالة من الصمت والتحديد، كما لو أن اللوحة هي عن هذا الجزء من المكان في هذه اللحظة من الهدوء، ولا تأويلات أخرى خلفها.
بالرغم من حضور المرأة في بعض أعمال الفنان المصري، لكنها مختلفة عن تلك التي في لوحات عدنان، فامرأة الدسوقي واقفة لا مبالية مستهترة حيادية تجاه الواقع الرمادي حولها، بينما امرأة عدنان كابية متعبة مكتئبة ربما، تبدو كما لو أنها تريد أن تظل جالسة إلى الأبد.