"استفتاء" على بقاء الأسد وإسقاط "المؤامرة الكونية" في عمان

29 مايو 2014
خلال عمليات اقتراع السوريين في الأردن (شادي النسور/الأناضول/Getty)
+ الخط -

ستكون مفاجأة غير متوقعة، أن تجد اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة السورية في عمّان، خلال عملية الفرز، ورقة لا تحمل اسم بشار الأسد.

 فالمشهد أمام السفارة، التي فتحت أبوابها للمقترعين عند الساعة السابعة من صباح الأربعاء، حتى الثانية عشرة ليلاً، بعد تمديد الاقتراعات خمس ساعات، رتب بعناية ليبدو استفتاءً على شعبية الأسد، أكثر منه انتخابات حرة ونزيهة.

دخل المقترعون، الذين اصطفوا في طابور طويل، حرم السفارة بعد تفتيشهم من قبل أعضاء اللجان الانتخابية، الذين يرتدون زياً يمتدح "بطولات" الجيش السوري، وتوجهوا إلى الصناديق على وقع أغاني وطنية تبثها السفارة السورية، وأحاطت بهم مسيرة مؤيدة للأسد، تردّد الهتافات للرئيس وليس المرشح، يرفع المشاركون فيها صورة الأسد، ويرتدون قمصاناً تحمل صورة الرئيس المنقذ.

تظهر نشوة على وجوه المشرفين على الانتخابات، تشتد أكثر على وجوه القوميين الأردنيين الموالين للأسد على هيئة "المؤامرة الكونية"، والذين حرصوا منذ ساعات الصباح على التواجد في مراكز الاقتراع.

لهؤلاء الشرف، كما يقولون، حيث أدلوا بأصواتهم في صندوق انتخاب خصص لهم تحت اسم "صندوق الشرف"، وانتخبوا عن بكرة أبيهم الأسد.

اللجنة المشرفة على الانتخابات أكدت أن أصوات "صندوق الشرف" لن يتم فرزها ضمن صناديق المواطنين السوريين، ولن تدخل ضمن النتائج النهائية للانتخابات، هي فقط أصوات رمزية جاءت بعد إلحاح العروبيين على منحهم شرف المشاركة.

بذلك ستكون هذا الانتخابات الوحيدة في العالم، التي يكون عدد المصوتين فيها أكثر من عدد المسجلين لها، وحتى وإن كانت الاصوات الزائدة شكلية وليست فعلية.

وفتحت السفارة أبوابها أمام الراغبين في التسجيل للمشاركة في الانتخابات لمدة تقارب الشهر، من موعد الاقتراع، فيما تحفظت على عدد المسجلين، واعتبرته سرّاً سورياً غير قابل للإعلان، وسط تأكيدها المتكرر أنهم بالآلاف. وقالت مصادر مقربة من السفارة إن عدد المسجلين للانتخابات تجاوز الـ 30 ألف مواطن سوري.

ويرتقب أن تفضي نتائج الانتخابات الرئاسية إلى بقاء الأسد على كرسيه، وهي جرت في عمّان دون رقابة من أي جهة دولية أو أردنية، كما لم تعتمد اللجنة المشرفة عليها أي ضمانات للنزاهة كالحبر السري.

وتعمد أنصار الأسد الاحتفال على الجهة المقابلة للسفارة، حيث تقع سفارة السعودية، حاملين صور الأسد ومرددين هتافات التأييد له، أملهم أن تصل تلك الهتافات إلى مسامع السفير السعودي في عمّان، فهد بن عبد المحسن، الذي حمّلوا بلاده مسؤولية المشاركة في "المؤامرة الكونية" على بلادهم.

اللغز الذي صعب حله على المصطفـّين في طوابير الانتخاب، أو الخارجين من صناديق الاقتراع، كان يتمثل في ذكر أسماء منافسي الأسد في الانتخابات.