"احتجاجات الكهرباء" تتمدّد في الجنوب العراقي: المثنى تُمهل الحكومة 3 أيام

14 يونيو 2019
لم تتوقف التظاهرات المنددة بمشكلة الكهرباء (أحمد الربيعي/Getty)
+ الخط -
يستعدّ ناشطون عراقيون في محافظة المثنى، جنوبي البلاد، لتنظيم تظاهرات رافضة لتردي الواقع الخدمي، وخصوصا مشكلة الكهرباء، في حراك مشابه لما جرى بمدن جنوبية أخرى مجاورة قد يعيد سيناريو تظاهرات العام الماضي التي عمت أغلب مدن الجنوب.

انهيار منظومة الطاقة في المحافظة ذات المساحة الواسعة والحدودية مع السعودية، دفع حكومتها المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى في جميع مؤسسات الطاقة في المحافظة،  بعد أيام من احتجاجات واسعة شهدتها محافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي، أقصى جنوب البلاد، وأخرى بقضاء الحمزة المجاور لها، بسبب تردي تزويد مناطقها بالتيار الكهربائي وتنصل الحكومة من وعود سابقة بصيف مريح ومياه وفيرة.

وقال أحد الناشطين البارزين في مدينة السماوة، العاصمة المحلية لمحافظة المثنى، إن "السلطات العراقية لا تفهم سوى لغة الضغط والتهديد وخلاف ذلك لم تنجز شيئا، لذلك قررنا منحها ثلاثة أيام لتحسين تجهيز المحافظة بالكهرباء، وإلا فإن الحل سيكون بالعودة للتظاهر كما يحدث في كل صيف".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الأيام الأخيرة التي شهدت زيادة ملحوظة في درجات الحرارة رافقها تراجع كبير في ساعات التجهيز، فضلا عن انخفاض الكهرباء، حتى أن المراوح لا تعمل أحيانا".

وبيّن الناشط أن أهداف التظاهرات التي ستنطلق قريبا ليست سياسية، كما أنها بعيدة عن أي تدخل من قبل الأحزاب العاملة في المحافظة، مشيرا إلى وجود غليان شعبي بسبب تجدد أزمة الكهرباء.

إلى ذلك، دعا محافظ المثنى، أحمد منفي، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إلى الحضور لمحافظة المثنى قبل فوات الأوان، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي إعلان حالة الطوارئ في مؤسسات الكهرباء.

وأشار إلى عدم وجود أي حلول من قبل الحكومة المركزية في بغداد لأزمة الكهرباء، لافتا إلى قيامه بإجراء اتصالات مع وزير الكهرباء ومسؤولين بوزارته عدة مرات لكن دون فائدة، لأن "الفولتية" ما زالت ضعيفة.

وأكد وجود تذمر من قبل المواطنين بسبب مشكلة الكهرباء، مضيفا "الحكومة المحلية جادة في حل المشكلة، لكن التعثر الأكبر في الحكومة الاتحادية، لذلك نعلن الطوارئ في دوائر الكهرباء".

فيما حذر عضو التحالف المدني، علي منصور، من خطورة الوضع في الشارع الجنوبي في حال استمر الفشل الحكومي بتوفير الخدمات الطبيعية ببلد موازنته 112 مليار دولار.

وأوضح منصور في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الكهرباء فتحت جراح العراقيين الكثيرة، فهم بلا خدمات صحية ولا مدارس محترمة ولا ماء نظيف ولا حتى شوارع معبدة، وقد تكون أزمة الكهرباء الآن الشرارة التي ستفجر احتجاجات جديدة، ومن المؤسف أن الحكومة لا تملك غير قمعها بالقوة، كما حدث العام الماضي".

وحتى أمس، الخميس، وصلت ساعات قطع الكهرباء في مدن جنوبية إلى 18 ساعة باليوم مع انخفاض فولتية الكهرباء الواصلة بالساعات المتبقية، ما نتج عنه أعطال كبيرة في الأجهزة المنزلية دفعت المواطنين الى عدم استعمالها.

وفي السياق، دعا نائب محافظ ذي قار (جنوبا)، عادل الدخيلي، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى التدخل شخصيا لتشكيل خلية أزمة تتولى معالجة معاناة المحافظة من تردي الكهرباء، مؤكدا خلال تصريح صحافي زيادة ساعات القطع المبرمج مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.


وبيّن أن محافظته تعاني من ضرر كبير بسبب الكهرباء، موضحا أن مستشار رئيس الوزراء قدم وعودا خلال زيارته أخيرا إلى المثنى، إلا أن وزارة الكهرباء لم تضع الحلول اللازمة.

من جهته، وصل وزير الكهرباء لؤي الخطيب إلى محافظة البصرة، للوقوف على تداعيات أزمة الكهرباء. وبين الخطيب أنه مع وصوله إلى البصرة عقد اجتماعا مع الكادر المتقدم التابع لوزارته، والإشراف موقعيا على عمل محطات الكهرباء، وخطوط النقل والتوزيع.

وتمثل هذه الزيارة محاولة لامتصاص غضب شارع البصرة الذي بدأ منذ أيام بمظاهرات احتجاجية تضمنت قطع طرق بسبب تردي قطاع الكهرباء.