"إلى المنارة" لفرجينيا وولف.. تأمّل ممتد في الفن والعيش

10 مايو 2020
فرجينيا وولف في بيتها، 1928
+ الخط -

نشرت الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف روايتها "إلى المنارة" عام 1927، وكانت هذه بين روايتيها الأشهر "السيدة دالواي" (1925) و"أورلاندو" (1928)، وفيها تتعامل الكاتبة مع الثالوث المستمر في أعمالها: الذاكرة والعائلة والحرية.

ومثل غيرها من روايات وولف (1882-1941) تحتوي "إلى المنارة" تفاصيل وملامح من حياتها الشخصية؛ تعامل والدها الخانق كان شبيهاً بما قدمته في الرواية من ضغط للسيد رامزي (الأب) وسيطرة على حياة أطفاله، كما أن وفاة السيدة رامزي مبكراً في المراحل الأولى من الرواية مقاربة لوفاة والدتها وشقيقتها ستيلا الأمر الذي ترك وولف في حالة من الحداد العميق والذي لا ينتهي.

ولكن ستكون هذه قراءة سطحية لو اكتفينا بالقول إن "إلى المنارة" تصوير لما حدث لولف بعد فقدان والدتها وفترة حدادها الأولى، فالرواية التي صدرت ترجمة جديدة لها إلى العربية عن "دار الرافدين" أنجزتها المترجمة الأردنية إيمان أسعد، هو عمل تأمّل ممتد في العلاقة بين الفن والحياة من خلال شخصية ليلي الرسامة، كما تقدم نقداً لاذعاً للهياكل العائلية الفيكتورية المتأخرة.

في الرواية تلعب وولف لعبتها بالزمن، فنجد الفصل الأول من العمل يدور في سبع ساعات، أما في الفصل الثاني فتختصر فيه عشرين سنة. وفي الحقيقة إن من أهم ثيمات الرواية التفكير في الزمن، فلا يتم اختبار الوقت يتم اختبار الوقت بشكل تقليدي في الرواية. بدلاً من ذلك، يتم إرساء الوقت في لحظات محددة معينة، فيُقاس الوقت بما تمر به الشخصيات.

من الثيمات الأخرى الأساسية في عمل وولف هذا؛ الذاكرة والماضي، الجندر، الحب، التلاعب والزيف، الزواج والتقدير، الهوية والصداقة، والنظام والقوانين. ورغم أهمية عمل وولف هذا إلا أنه لم يلق الشهرة التي لقيتها "دالوي" الشخصية التي غطّت على باقي الشخصيات المهمة أيضاً والمؤثرة التي تملأ روايات وولف.

تحولت رواية "إلى المنارة" إلى فيلم عام 1983، وأعدها مخرجون عالميون للمسرح في أكثر من تجربة، وأجريت حولها دراسات مختلفة تدرسها كنموذج على الحداثة والذاتية في الأدب الإنكليزي.

المساهمون