"إكسير" ثقافي في زمن سوداني جاف

صدر حديثاً العدد الثالث من "إكسير"، وهي كراسة أدبية متخصصة يصدرها الشاعر والروائي محمد الصادق الحاج، والشاعرة رندا محجوب.

وكانت الكراسة الأولى صدرت في آب/ أغسطس 2012، والثانية في كانون الأول/ يناير 2013، وأحدثت منذ صدورها حراكاً في المشهد الأدبي السوداني، إذ تتسم النصوص المنشورة فيها دائماً بالجدّة والاختلاف والوفاء للتجريب.

الكراسة الثالثة، التي شارك في تحريرها، إلى جانب محمد الصادق ورندا محجوب، كلٌّ من التشكيلي ميسرة محمد صالح، والروائي مازن مصطفى، والكاتب مجاهد جعفر؛ احتوت على 24 نصَّاً، جاءت في 208 صفحات.

وتوزعت مواد هذا العدد بين الشعر والنثر والسرد والترجمات والنقد، أكثرها لأصوات شابة من السودان وجنوب السودان، شأن الكراستين الأوليين، إضافة إلى غاليري ولوحات داخلية للتشكيلية ريم خالد "قهوة وحبر على ورق".

يذكر أن صدور "إكسير"؛ مثَّل سدّاً للفراغ الذي خلَّفه "تجفيف" الملفات الثقافية في الصحف، وغياب الإصدارات الأدبية المتخصصة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعلها تحصد شعبية بين المثقفين السودانيين، على الرغم من عدم انتظام ظهورها.

وتصدر "إكسير" حسب توافر الإمكانيات المادية؛ لكونها مموّلة ذاتياً من محرّريها في ظلّ ارتفاع تكاليف الطباعة في السودان، وغياب الدعم الرسمي "بمحاذيره" عن مثل هذه المشاريع، ما جعلها تصدر، كما تقول ديباجتها، "كل لحظةٍ شأنها الصيرورة والأنفاس".