"أي دور للعلوم الإنسانية؟": في مرآة المجتمع

01 مايو 2019
مهدي قطبي/ المغرب
+ الخط -

لم تعد العلوم الإنسانية والاجتماعية تبحث فقط في مواضيع الدرس التي تتناولها، بل أصبح من المتداول منذ سنوات أن توجّه أنظارها إلى أدواتها ذاتها، أو تتساءل عن توظيفاتها وخلفياته أو دورها في المجتمع. المبحث الأخير كان عنوان الندوة العلمية الدولية التي انعقدت بين 25 و27 نيسان/ أبريل المنقضي في "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" بالقيروان، بتنظيم من "مخبر تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في الإنسانيات".

تضمّنت الندوة ثلاثة محاور، هي: "العلوم الصحيحة والعلوم الإنسانية: الاتصال والانفصال"، و"العلوم الإنسانية وبناء الذات"، و"أي مستقبل للعلوم الإنسانية"، ضمن كل محور قُدّمت أوراق لباحثين من تونس والمغرب والجزائر.

في الجلسة الأولى، تحدّث الباحث المغربي عبد الصمد زهور عن "مشكلة العلمية بين العلوم الدقيقة والعلوم الإنسانية من خلال جدلية العلم والمجتمع"، حيث أشار إلى صعوبة دراسة العلوم الإنسانية كموضوع مقارنة بالعلوم الدقيقة، لافتاً إلى التكامل بين المجالين.

وفي كلمتها، تناولت الباحثة التونسية سعاد التميمي مسألة القطيعة والتواصل بين العلوم الصحيحة والعلوم الإنسانية، حيث تعود إلى تصنيفات تفاضل بين العلوم وصولاً إلى إحداث قطيعة بينها. وفي ورقة بعنوان "إشكالية التكامل بين العلوم الإنسانية والعلوم الصحيحة"، أشار الباحث الجزائري عبد الجبار جبار إلى أن النظرة التكاملية بين العلوم الصحيحة والإنسانية تتيح مدخلاً منهجياً لتعزيز المعرفة العلمية الكلية بما يحقق الارتقاء الحضاري.

وضمن المحور الثاني، تحدّث الباحث الجزائري خليفة خليفة عن "الدور التأسيسي والبنائي للعلوم الإنسانية"، فيما تناول مواطنه محمد بوحجلة "إشكالية صناعة الثقافة عند منظري مدرسة فرانكفورت"، وكانت ورقة الباحث التونسي نزار حبوبة بعنوان "الأدب وبناء الذات" وفيها اعتمد على مدونة الكاتب التونسي الراحل محمود المسعدي.

أما المحور الأخير، فمن الورقات التي تضمنها: "في حاجة العرب اليوم للعلوم الإنسانية" لعلي كرّيم، و"الواقع ورهانات الذات زمن الثورة" لمجدي عكايشي، و"ما مستطاع الإنسانيات أمام أزمة المعنى الراهنة؟" لخالد بحري من تونس.

المساهمون