مع اختتام فعاليات الدورة الثالثة لـ "الأيام الوطنية للمونودراما" في مدينة الأغواط الجزائرية، مساء أمس، وُزّعت جوائز الدورة على الفائزين بها.
الجائرة الأولى ذهبت لجمعية "موزاييك" عن عرضها "الميرة". وعن عرض "غطرسة الأوهام"، نالت جمعية "آفاق الجنوب" الجائزة الثانية. أما الثالثة، فذهبت إلى جمعية "العريني" عن عرضها "واش نسمّوه".
كما حاز الممثل عيسى باهي "جائزة لجنة التحكيم" عن دوره في "الملعون" لجميعة "الدرب الأصيل".
اللجنة التي ترأسها السينوغرافي عبد الرحمن زعبوبي، دعت المشاركين إلى التقليل من البهرجة في الديكور، وربط هذا الجانب بالمضمون الفلسفي للنص؛ حتى يتوفر الانسجام الذي يمنح العرض مصداقيته.
كما دعت اللجنة إلى الخروج من المقاربات الجاهزة والمستهلكة للقضايا المطروحة، وفتح العروض على الأسئلة الجديدة التي انجرّت عن التحولات التي عرفها الشارع الجزائري، بعد خروجه من تجربة العنف.
التظاهرة التي انطلقت يوم الثالث من نيسان/ أبريل الجاري، ضمّت إلى جانب العروض التنافسية السبعة، برنامجاً أدبياً مرافقاً؛ قال حوله أمين المهرجان، محصر حاج حبيب، لـ"العربي الجديد" إنه يهدف إلى ردم الهوة الموجودة بين المسرحيين والأدباء في المشهد الجزائري، في ظل حديث مزمن عن أزمة النص.
الورشات التدريبية كانت من أهم الإضافات التي تضمنتها هذه الدورة، في مدينة صحراوية يحتاج فيها الشباب المتطلع إلى ممارسة المسرح تكويناً في مختلف عناصر العملية المسرحية.
تولى المخرج هارون الكيلاني ورشة الإخراج، مؤكداً أنه لا بد من تنسيق بين الجماليات وفق رؤية جديدة لها داخل العرض، انسجاماً مع روح العصر المنخرطة في مسعى التجديد الدائم. من جهته، رأى الكاتب المسرحي إسماعيل سوفيط، خلال ورشة النص المسرحي، أن الكتابة في المسرح تأخذ مصداقيتها من الجرعة الدرامية التي توفرها للمتلقي. فهي، بحسبه، مبنية على الفضول والنبش بالأسئلة.
السينوغرافي حمزة جاب الله انطلق في ورشة السينوغرافيا من روح الانسجام بين عناصر الفضاء، ووجوب الانطلاق منها لخلق لغة بصرية مواكبة للنص المكتوب.
تحرير الجسد من رهبة العين هو الهاجس الأكبر الذي بنى عليه الكوريغرافي سهيل شبلي ورشة التعبير الجسدي. يقول: "على الجسد أن يتحرر من شتى أنواع الخوف حتى ينطلق في خلق لغته الخاصة، التي تعطي للعرض بعداً إضافياً يساهم في تقريبه من المتلقّي".
نشير أخيراً إلى طموح الشباب القائمين على التظاهرة إلى ترسيمها من طرف وزارة الثقافة التي تموّل أكثر من 180 مهرجاناً ثقافياً، كي يتخلصوا من العوائق المادية التي تحول بينهم وبين تدويله والانفتاح على مختلف الأصوات.