حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" من أن مواصلة توفير الغذاء لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني في غزة الذين يعتمدون على المعونة الغذائية المقدمة من المجتمع الدولي، ستتعرض لتحديات كبيرة ما لم تؤمن الوكالة 60 مليون دولار إضافية بحلول يونيو/حزيران المقبل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون حول العالم بشهر رمضان المبارك، والذي غالبا ما يتسم بالطبيعة الاحتفالية وبوجبات إفطاره.
وفي بيان أصدرته "أونروا" أمس الاثنين، أوضحت أن نحو 620 ألف شخص في غزة يعانون من فقر مدقع ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية ويعيشون على أقل من 1.6 دولار في اليوم الواحد. كما أن نحو 390 ألف شخص يعانون من فقر مطلق ويعيشون على أقل من 3.5 دولارات في اليوم الواحد.
وأوضح مدير عمليات "أونروا" في غزة، ماتياس شمالي "إن هذا يشكل زيادة بنحو عشرة أضعاف وسببها الحصار الذي أدى إلى إغلاق غزة وأثر كارثياً على المجتمع المحلي، بالإضافة للنزاعات المتعاقبة التي دمرت أحياء بأكملها والبنية التحتية على الأرض، بالإضافة إلى الأزمة السياسية الفلسطينية الداخلية المستمرة التي بدأت في عام 2007 بوصول حماس إلى السلطة في غزة".
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في جنيف، أشار شمالي إلى أن "الناس ليس لديهم آفاق للمستقبل؛ 53 في المائة من الأشخاص في سن العمل في غزة عاطلون من العمل، في ظل أمل ضئيل بإيجاد وظيفة. ويعيش 80 في المائة من اللاجئين المسجلين لدى أونروا تحت خط الفقر ويعتمدون على المساعدات الغذائية التي نقدمها".
— UN Geneva (@UNGeneva) May 13, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
التبرعات الطوعية
ولفت إلى أن "أونروا" تتلقى كامل تمويلها تقريباً من خلال التبرعات الطوعية، لكن الدعم المالي لم يواكب النمو في الاحتياجات. ومن أقل من 80 ألف لاجئ من فلسطين كانوا يتلقون المعونة الاجتماعية من "أونروا" في غزة في عام 2000، هنالك اليوم أكثر من مليون شخص بحاجة إلى معونة غذائية طارئة ولا يمكنهم العيش بدونها.
كما أن الوفاة المأساوية لما مجموعه 195 فلسطينيا، بمن فيهم 14 طالباً من مدارس "أونروا" والإصابات الجسدية والنفسية طويلة الأمد التي تعرض لها 29 ألف شخص خلال المظاهرات التي استمرت عاماً كاملاً والتي عرفت باسم مسيرة العودة الكبرى، تأتي في أعقاب ثلاثة نزاعات مدمرة في غزة منذ عام 2009 والتي تسببت بمقتل ما لا يقل عن 3790 شخصاً، وإصابة أكثر من 17 ألفاً بجراح.
وتوقع تقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2017 بأن تصبح غزة قطاعاً غير قابل للعيش فيه بحلول عام 2020. واليوم، ومع معدل بطالة يبلغ 53 في المائة بين الغزيين وأكثر من مليون شخص يعتمدون على معونات "أونروا" الغذائية الفصلية، فإن العمل الإنساني الوقائي لوكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة الغوث، والتحويلات التي تأتي من الخارج هي التي منعت غزة من الوصول إلى حافة الانهيار التام.
وفي وقت يتسم بعدم اليقين وبشكل كبير حيال مستقبل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فإن "أونروا" تعد واحدة من عناصر الاستقرار القليلة في بيئة غاية في التعقيد. ومن خلال مواصلة ولايتها، تظل الوكالة شريان حياة هاما في غزة، حيث تعد خدماتها في مجالات الصحة والتعليم ودفاعها عن الحقوق والكرامة أموراً لا غنى عنها لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 1.9 مليون شخص. وما يعد أكثر إلحاحا الآن هي المساعدة الغذائية التي تقدمها الوكالة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي لأكثر من مليون شخص لاجئ من فلسطين.