"أوبك" تنتظر قرار بوتين: خفض إنتاج النفط مرتبط بالتزام موسكو

06 ديسمبر 2018
الأسواق تترقب اجتماع أوبك (Getty)
+ الخط -
قال مندوبون في "أوبك" اليوم الخميس، إن المنظمة ربطت عملياً خفضاً مزمعاً لإنتاج النفط بمساهمة روسيا غير العضو في "أوبك". وأوضح خمسة مندوبين لوكالة "رويترز" أن المنظمة تنتظر قرار روسيا، حيث غادر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك  فيينا أمس الأربعاء لعقد اجتماع محتمل مع الرئيس فلاديمير بوتين.


 يأتي ذلك، بالتزامن مع اجتماع مرتقب لـ"أوبك" في مقرها في فيينا اليوم، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج.

وقالت مصادر من أوبك وخارجها إن السعودية تريد أن تساهم موسكو في خفض الإنتاج بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يوميا لكن روسيا تصر على أن الخفض يتعين أن يكون بنصف هذه الكمية فقط.

وبالتزامن، هبط كل من خام برنت والخام الأمريكي أكثر من 2% بينما يبدو أن أوبك لن تخفض المعروض كثيرا على الأرجح، وفق "رويترز". وسجل سعر برنت تراجعاً بدولار واحد إلى 60.56 دولاراً للبرميل، في حين هبط الخام الأميركي بالقيمة ذاتها إلى 51.89 دولاراً للبرميل.

وأعلنت وزارة النفط الكويتية عبر تويتر أن "من المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاق طويل الأجل، لإعلان النوايا لدعم التعاون بين الدول المنتجة للنفط داخل أوبك وخارجها".

في حين صرّح وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه للصحافيين لدى وصوله فيينا "ينبغي أن يتم استبعادنا من أي قرار بشأن مستوى الإنتاج في المستقبل، حتى ترفع العقوبات الأميركية المفروضة بشكل غير مشروع".

وتزامن انحدار أسعار النفط الخام في الفترة الأخيرة مع بدء منتجي النفط الصخري في تحقيق عوائد جيدة بعد سنوات من الإنفاق الكثيف لتعزيز الإنتاج والحصة السوقية.

لكن تراجع أسعار النفط الخام الأميركي 29 في المائة منذ أكتوبر/ تشرين الأول بات يهدد هوامش الأرباح المتحسنة تلك، وإذا بقيت الأسعار دون 50 دولارا للبرميل فربما ينال ذلك من قيمة احتياطيات النفط الصخري، التي تستخدمها البنوك لتحديد قوة الاقتراض.

وقال ستيفن بروت الرئيس التنفيذي لمنتج النفط الصخري إليفيشن ريسورسز، إن النشاط في أكبر حقل نفطي في الولايات المتحدة قد ينخفض عشرة إلى عشرين في المائة العام القادم، إذا بقيت الأسعار منخفضة.

وأوقد تراجع الأسعار شرارة موجة بيع في أسهم شركات النفط الصخري، وقد تكدر انتكاسة أخرى مزاج المستثمرين تجاه القطاع لسنوات.

وفي ظل هذه الدينامية، يعلق منتجو النفط الصخري الآمال على إنقاذ يأتيهم في شكل تخفيضات إنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عندما تجتمع اليوم الخميس - وهو ما يضعهم على طرف نقيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يضغط على أوبك لإبقاء الصمامات مفتوحة.

ورغم أن ترامب داعم متباه بشكل عام لشركات الوقود الأحفوري، فقد سخر من احتمال خفض إنتاج أوبك باعتباره "يسرق من بقية العالم" عن طريق التضخيم المصطنع لأسعار بيع الوقود إلى المستهلكين.

وأمس الأربعاء، غرد الرئيس مجددا بأنه يأمل "أن تُبقي أوبك على تدفقات النفط كما هي، غير مكبوحة. العالم لا يريد أن يرى ارتفاعا في أسعار النفط ولا يحتاج لذلك".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أشاد ترامب بالسعودية على تويتر لقيامها بزيادة الإنتاج مما ساعد على دفع أسعار النفط للهبوط إلى ما يقرب من 50 دولارا، فيما وصفه الرئيس الأميركي بأنه "مثل خفض ضريبي كبير".


وقال فيل فلين المحلل لدى برايس فيوتشرز غروب في شيكاغو إن منتجي النفط الصخري حققوا اختراقات كبيرة في الأعوام الأخيرة، على صعيد تحقيق أرباح في ظل انخفاض أسعار النفط، لكنهم يقتربون من حد فاصل سيضطر البعض عنده إلى تقليص الاستثمار.

وتابع فلين "في الحقيقة، يصاب كثيرون منهم بالرعب عند 50 دولارا، وكذلك مصرفيوهم.. يريدون من أوبك إجراء خفض ويريدون من ترامب التوقف عن التغريد عن النفط".

وتشير تقديرات الحكومة الأميركية إلى أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيرتفع 17 في المائة هذا العام إلى 10.9 ملايين برميل يوميا في المتوسط، ثم يصل إلى 12.06 مليون برميل يوميا بحلول منتصف 2019.

بدوره، قال بروس كامبل، رئيس المكتب الاستشاري كامبل لي آند روس لإدارة الاستثمار، إنه حتى لو تراجعت أوبك واستقرت الأسعار العالمية عند المستويات الحالية، فقد لا يكون ذلك كافيا لكي يستعيد النفط الصخري حظوته لدى المستثمرين.

وقال مسؤول بصندوق النقد الدولي إن السعودية تحتاج إلى متوسط سعر للنفط عند 85-87 دولارا للبرميل لتغطية ميزانيتها الحكومية لهذا العام.

(رويترز، الأناضول)

المساهمون