تنطلق الأربعاء اجتماعات لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا، لتقرير ما إذا كان سيجري تخفيف تخفيضات الإنتاج اعتباراً من شهر أغسطس/آب القادم.
ويتوقع أن يتجه التحالف المعروف باسم "أوبك+" إلى تخفيف قيود خفض الإنتاج في ظل توقعات ارتفاع الطلب والالتزام الكبير للأعضاء في يونيو/حزيران الماضي، بمعدلات خفض بلغت 107% من 77% في مايو/أيار.
وأمّنت السعودية، أكبر منتجي أوبك، وحدها ما يزيد عن نصف هذا المجهود للحد من الإنتاج، مع تراجع إنتاجها بمقدار 923 ألف برميل في اليوم بالمقارنة مع الشهر السابق.
كما ساهم العراق في خفض الإنتاج مع ضخه كمية أدنى من الشهر السابق بمقدار 449 ألف برميل في اليوم، فيما خفضت فنزويلا إنتاجها بمقدار 199 ألف برميل في اليوم عن الشهر السابق لتضخ 356 ألف برميل في اليوم في يونيو/حزيران.
وتخفض أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا منذ مايو/ أيار 2020 إنتاج النفط بنحو عشرة ملايين برميل يوميا، أو ما يعادل عُشر الإنتاج العالمي، للمساعدة في دعم أسعار النفط.
وبعد يوليو/ تموز، من المقرر تخفيف التخفيضات إلى 7.7 ملايين برميل في اليوم حتى ديسمبر/ كانون الأول، على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
وقالت مصادر في أوبك+ لـ"رويترز"، الشهر الماضي، إن أوبك وروسيا من المرجح أن تخففا التخفيضات اعتبارا من أغسطس/ آب.
ويمكن أن تكون الزيادة الحقيقية في الإنتاج أقل من مليوني برميل يوميا، بالنظر إلى أن العراق وبلدانا أخرى تعهدت بامتثال يزيد عن حصصهم للتعويض عن عدم تنفيذ كل تخفيضاتهم في مايو/ أيار ويونيو /حزيران.
وأبلغت مصادر في صناعة النفط وكالة "رويترز" بأن صادرات السعودية من النفط في أغسطس/ آب ستبقى كما هي في يوليو تموز، إذ إن البراميل الإضافية التي من المنتظر أن تضخها المملكة سيجري استخدامها محليا.
يتوقع أن يتجه التحالف المعروف باسم "أوبك+" إلى تخفيف قيود خفض الإنتاج في ظل توقعات ارتفاع الطلب
وأغلقت أسعار النفط على ارتفاع طفيف اليوم الثلاثاء، حيث أنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول مرتفعة 18 سنتا، أو 0.42 بالمائة، لتسجل عند التسوية 42.90 دولار للبرميل.
وزادت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 19 سنتا، أو 0.47 بالمائة، لتبلغ عند التسوية 40.29 دولار للبرميل.
وفقد الخامان القياسيان أكثر من اثنين بالمائة في التعاملات المبكرة في آسيا ولكن قلصا الخسائر فيما بعد.
ولكن، إجمالا، تعافت أسعار النفط بشكل كبير من أدنى مستوياتها لعشرات السنين التي سجلتها في إبريل/ نيسان، وذلك منذ بدء سريان اتفاق خفض الإنتاج بين دول أوبك+ في مايو/أيار الماضي.
توازن السوق يقترب
وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو، أمس الاثنين، إن سوق النفط تقترب من الوصول إلى التوازن بفضل ارتفاع تدريجي للطلب على الخام.
وأكد باركيندو أن "إعادة الفتح التدريجي للاقتصادات والمجتمعات حول العالم وفرت عودة مطلوبة بشدة في الطلب"، في حين ساعدت تخفيضات المعروض "على كبح اتجاه متزايد بسرعة للمخزونات".
وأضاف أن "اتجاهات العرض والطلب هذه تساعد في تقريبنا خطوة بخطوة نحو تحقيق سوق متوازنة".
وقالت أوبك في تقريرها الشهري، اليوم الثلاثاء، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمستوى قياسي يبلغ سبعة ملايين برميل يوميا في 2021، مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا، لكنه سيظل أقل من مستويات 2019.
وأضافت المنظمة في تقريرها أن هذه لتوقعات"بافتراض احتواء كوفيد-19، خاصة في الاقتصادات الكبيرة، مما يسمح بتعافي الاستهلاك الخاص للأسر والاستثمار بدعم من إجراءات تحفيز ضخمة اتخذت لمكافحة الجائحة".
وقالت أوبك إن الطلب على النفط في 2020 سينخفض بمقدار 8.95 ملايين برميل يوميا، وهو ما يقل على نحو طفيف عن توقعاتها في تقرير الشهر الماضي.
وفي 2021، تتوقع المنظمة أن تكبح مكاسب الكفاءة والعمل عن بعد نمو الطلب، مما يبقي الطلب أقل من المستويات القياسية المسجلة في 2019.
وقالت أوبك إنها تتوقع تراجع إمدادات النفط من خارجها في 2020 بمقدار 3.26 ملايين برميل يوميا، وزيادتها بمقدار 0.92 مليون برميل يوميا فقط في 2021.
وأشارت المنظمة إلى أنها لا تتوقع أي نمو في الإنتاج من دول الاتحاد السوفييتي السابق، على الرغم من أن روسيا وكازاخستان وأذربيجان تخفض إنتاجها جنبا إلى جنب مع أوبك.
وتتوقع أوبك نمو الإنتاج الأميركي في 2021 بمقدار 0.24 مليون برميل يوميا فقط، بعد تراجعه 1.37 مليون برميل يوميا في 2020، وزيادته 1.7 مليون برميل في 2019.
خسائر كبيرة
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الاثنين، أن إنتاج النفط من التشكيلات الصخرية السبعة الرئيسية في الولايات المتحدة من المتوقع أن ينخفض بحوالي 56 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب، إلى 7.49 ملايين برميل يوميا، وهو ما سيكون أدنى مستوى في عامين.
وقلص منتجو النفط الأميركيون الإنفاق وخفضوا عمليات الحفر الجديدة مع انهيار أسعار النفط هذا العام، بعد أن دمرت جائحة فيروس كورونا الطلب العالمي على الوقود.
وتتوقع أوبك أن يسجل الطلب على نفطها هذا العام 23.8 مليون برميل يوميا، بزيادة 200 ألف برميل يوميا عن الشهر الماضي وما يزيد على 1.5 مليون برميل يوميا عما ضخته في يونيو /حزيران، مما يشير إلى أن الإبقاء على مستويات الإنتاج الراهنة سيؤدي إلى عجز في الإمدادات في 2020.
وعلى الرغم من تخفيضات الإنتاج، فإن مخزونات النفط واصلت الارتفاع في الدول الصناعية في مايو/ أيار بمقدار 29.9 مليون برميل، لتصل إلى 3.167 مليارات برميل، أي ما يزيد بنحو 210 ملايين برميل على متوسط خمس سنوات.
وتوقع صندوق النقد الدولي أمس أن يخسر منتجو الطاقة في الشرق الأوسط 270 مليار دولار من عائدات النفط، مقارنة بالعام الماضي.
ووفقاً للصندوق، فإن البلدان المصدرة للنفط في الشرق الأوسط ستشهد هذا العام انكماشاً اقتصادياً شاملاً قدره 7.3٪ بسبب تداعيات فيروس كورونا واضطراب سوق النفط. وهذا الانكماش أكبر بنسبة 2٪ من التوقعات الأولية لصندوق النقد الدولي في منتصف إبريل/ نيسان.