"أوبرا المهرج": الكوميديا انتهت الآن

15 مارس 2018
(من عرض سابق للفرقة)
+ الخط -
مع تخلّي الأوبرا في إيطاليا وأوروبا عموماً عن نزعتها الرومانسية أواخر القرن التاسع عشر، برز عدد من الموسيقيين ممثلين لتيار الواقعية، وكان من أهمّهم الإيطالي روجيرو ليونكافالو (1857 – 1919)، الذي بدأ بكتابة أعماله الأوبرالية في التاسعة عشر من عمره، وكان مهتماً بدراسة الأدب واللغة إلى جانب الموسيقى.

لكن قصته مع أوبرا "المهرج" (بايّاس)، ستكون الأبرز، فالعمل الذي أنجزه عام 1892 سيلقى رواجاً كبيراً في ميلانو، وينتقل خلال سنة واحدة للعرض في مختلف مسارح العالم آنذاك، متكئاً على قصة حقيقة من قصص الفروسية في الريف، وقد جرى تقديمها في نسخ مختلفة من قبل العديد من الفرق، كما أعيد إنتاجها في المسرح والسينما والموسيقى ضمن رؤى متنوعة.

هذه المرة، تحضر في عمل من إخراج فرانكو زفيريللي الذي يقود أوركسترا وجوقة مسرح ودار "أوبرا روما باولو أولمي"، يعرض في "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، عند السابعة والنصف من مساء يوم غدٍ الخميس، ويعاد عرضها في السابع عشر من الشهر الجاري، في استعادة للتراجيديا التي يتعرّض لها أحد المهرجين المسرحيين المعروف باسم "كانيو" الذي يُضحك الجماهير بينما تنهار حياته.

تدور أحداث الأوبرا في مدينة كالابريا جنوب إيطاليا في الفترة ما بين 1865 – 1870، حيث تذهب مجموعة من المسرحيين الكوميديين إلى قرية مونتالتو القريبة منها لتقديم عرض لهم هناك، حيث يعرف كانيو من طونيو، الأحمق سيء النية، أن زوجته نيدا التي تعمل ممثلة في فرقته على وشك الهرب مع عشيقها سيلفيو، فتنتاب كانيو حالة من الغيرة الجنونية.

وهناك تنتقل تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها أفراد الفرقة إلى المسرح من باب إدخال عنصر التسلية، وفجأة تتحوّل تلك الفكاهة إلى فاجعة حين تنكشف أسرار الحب والغيرة والانتقام ومشاعر الكراهية التي يكّنها بعضهم لبعضهم الآخر؛ حيث المسرح يشبه الحياة الواقعية ببساطته وتعقيده، وتأخذ الأحداث الهزلية منحى عنيفاً وقاسياً، حيث يقتل المهرج نيدا وعشيقها قبل أن يختم عرضه قائلاً بأن "الكوميديا انتهت الآن".

دلالات
المساهمون