في أفلامه السابقة، اعتمد تامر حسني دائماً على قصّة رومانسية متوقّعة وضعيفة المنطق في الأغلب، لكن دوافع وانفعالات أبطالها تكون واضحة، والأهم من ذلك أنّ وجود أغانيه يكون جزءاً من التجربة، على اعتباره فيلماً غنائياً في الأساس. وهذا ما يشعر مشاهده - ذلك الذي أتى لمشاهدة عمل مُسلّ من بطولة مطربه المفضل - بالرضا.
في فيلمه الأحدث "أهواك"، الذي بدأ عرضه في دور السينما خلال عيد الأضحى الفائت، يبدو أنّ تامر حسني قرّر خوض تجربة التمثيل بدون أغان، باستثناء أغنية واحدة قصيرة في الختام، والاعتماد طوال ساعتين فقط على الدراما والممثلين والأحداث. وعلى الرغم من أنّ الفيلم لم تظهر فيه أغان خلال أحداثه.. إلا أنّه نُفذ تماماً بمنطق الفيديو كليب.
يبدأ الفيلم بحبكة تصلح لفيلم رومانسي كوميدي معقول، شريف قابيل يتعرف على بسنت، وهي المراهقة، صديقة أحمد ابن شقيقته، في رحلة بحث عن "عروسة". لكن عندما يذهب إلى البيت يشعر بإعجاب ناحية والدتها رنا.
اقرأ أيضاً: مطربو سينما مصر..الزمن الجميل
تلك (الفكرة)، المتشابهة أو المستلهمة من فيلم Something's Gotta Give (إخراج نانسي مايرز- 2003)، والتي تحدث في عجالة مع أوّل 20 دقيقة، تبدو انطلاقة جيّدة. هناك مثلثا حبّ (شريف وبسنت، الابنة، ورنا، الأم)، إضافة إلى (شريف وبسنت وأحمد، ابن شقيقته).
هناك احتمالات مفتوحة لمواقف كوميدية وأكثر من سوء تفاهم، ودراما معقولة تدفع الفيلم إلى الأمام. لكن ما يحدث بعد ذلك هو تفريغ هذا الموقف المعقّد من محتواه، والتحرّك بمنطق الكليبات المصورة، حتى لو كان الفيلم من دون أغان.
بدون منطق كبير تقرّر الأم والابنة أن تسافرا إلى الجونة، وبدون منطق أيضاً تدعو الابنة بطل الفيلم شريف إلى السفر معهما. الشيء الوحيد المعقول هو رغبة صنّاع الفيلم في أن تدور نصف أحداثه هناك، من أجل الاستفادة من المنطقة بشكل جمالي.
هكذا يحدث السفر، فيتلاعب "شريف" من أجل الانفراد برنا، ومنذ تلك اللحظة يتمّ تفريغ الموقف الدراما ومَثَلَيْ الحبّ من أي قوّة شحن داخل الجميع. وتسير المشاهد بدون هدف. مجرد عنف من الأم - التي تقوم بدورها غادة عادل في أداء انفعالي غريب جداً - ومحاولات مستمرّة من شريف لأن يلفت نظرها.
اقرأ أيضاً: متى ينهي الفنانون العرب سرقة الكليبات الغربية؟
الاستنجاد بالمونتاج
خلال تلك المرحلة، ولأنّه لا شيء يحدث، فإنّ مخرج الفيلم محمد سامي يلجأ إلى "فوتومونتاج" لمشاهد أو لقطات متلاحقة على موسيقى تصويرية، والسؤال الملحّ: إذا كانت رغبة تامر حسني في صنع فيلم بدون غناء تقريباً.. فلماذا يلجأ إلى منطق الفيلم الغنائي نفسه، من خلال إيجاد فراغات متتالية. تلك التي يفترض أن تكملها الأغاني، فيكلمها المخرج هنا بموسيقى فقط؟
في النصف الثاني من الفيلم، ومن أجل عبور من ترنّح أن لا شيء يحدث في الجونة، يدفع الفيلم بمثلّث حبّ ثالث: زوج الأم السابق (حمزة).
الزوج السابق هو الذي يرغب في العودة إليها لأنّه يحبها، في دور يبدو أنّه كُتِبَ خصيصاً لعزّت أبو عوف. لكنّ مرض الأخير جعل محمود حميدة هو من يقوم به. ليبدأ فاصل من المشاهد الكرتونية، في محاولة الاثنين الحصول على رضا رنا وقلبها.
السؤال هنا أيضاً: لماذا هذا الكمّ من المصادفات والتداخلات وضعف المنطق، في حين أنّ القصة الأصلية التي انطلق منها عن (الأم، الابنة، الحبيب) كانت قوية بما يكفي للفيلم؟ ولماذا تمّ حل هذا التداخل سريعاً، وذلك بأن يتّفق شريف وبسنت على أنّه لا يوجد أيّ شيء عاطفي في علاقتهما. ولماذا اللجوء إلى عنصر درامي جديد وفارغ كزوج الأم السابق ليمتلئ الفيلم بالهزل حتّى آخر مشهد؟
حتّى في منطق الجمهور وشباك التذاكر وحسابات الفيلم التجاري، هذا هو أضعف أفلام تامر حسني، وبالتأكيد هو أقلّها حضوراً وأكثرها هزلاً. حتّى جمهوره في قاعة السينما كان يضحك قليلاً جداً ويعلّق كثيراً جداً على انفعالات غير مفهومة وانقلابات أحداث غير مبرّرة.
هذا لأنّ تامر حسني أراد تجريب أن يكون ممثلاً فقط، لكنّ القرار كان خاطئاً في تلك المرة، لأنّ فراغات الفيلم كانت ستصبح أفضل لو بها أغان، ولكان تعامل الجمهور معه كفيلم غنائي فقط.
اقرأ أيضاً: هذه الشائعات غيّرت حياة هؤلاء النجوم
كذلك كان من المفهوم أن يعتمد "حسني" على المخرج محمد سامي، سواء لأنّه مخرج فيلمه الأخير "عمر وسلمى 3" ويرتبط معه بعلاقة صداقة وعمل، أو لأنّه المخرج الذي حقق نجاحات تلفزيونية في السنوات الأخيرة، وأصبحت الصورة والديكورات الصاخبة والممتلئة بالعناصر والألوان والغريبة عن المشاهد مقترنة به. وتلك الصورة هي عنصر جذب بالتأكيد - حتى لو لم تكن له أيّ حاجة درامية. لكنّ الخطأ الحقيقي هنا هو كتابة محمد سامي الفيلم ووضع اسمه بصفته "مؤلّف".
كلّ هذا لأنّ الكتابة كانت مترنّحة وضعيفة طوال الوقت، حتّى على صعيد المشاهد الكوميدية أو الاعتماد على كاريزما تامر حسني على جمهوره.
كلّ شيء كان ضعيفاً جداً لأنّ السيناريو لم يخلق أحداثاً أو دراما حقيقية، وكان يزداد ضعفاً كلّما يتقدم الفيلم - الطويل جداً من الأساس - وصولاً إلى نهاية مزعجة ومبتورة. وهذا حتّى بالنسبة إلى جمهور تامر حسني في قاعات السينما قبل أن يكون لناقد أو كاتب يتناول الفيلم.
اقرأ أيضاً: خسائر أفلام الأضحى 25 مليون جنيه
في فيلمه الأحدث "أهواك"، الذي بدأ عرضه في دور السينما خلال عيد الأضحى الفائت، يبدو أنّ تامر حسني قرّر خوض تجربة التمثيل بدون أغان، باستثناء أغنية واحدة قصيرة في الختام، والاعتماد طوال ساعتين فقط على الدراما والممثلين والأحداث. وعلى الرغم من أنّ الفيلم لم تظهر فيه أغان خلال أحداثه.. إلا أنّه نُفذ تماماً بمنطق الفيديو كليب.
يبدأ الفيلم بحبكة تصلح لفيلم رومانسي كوميدي معقول، شريف قابيل يتعرف على بسنت، وهي المراهقة، صديقة أحمد ابن شقيقته، في رحلة بحث عن "عروسة". لكن عندما يذهب إلى البيت يشعر بإعجاب ناحية والدتها رنا.
اقرأ أيضاً: مطربو سينما مصر..الزمن الجميل
تلك (الفكرة)، المتشابهة أو المستلهمة من فيلم Something's Gotta Give (إخراج نانسي مايرز- 2003)، والتي تحدث في عجالة مع أوّل 20 دقيقة، تبدو انطلاقة جيّدة. هناك مثلثا حبّ (شريف وبسنت، الابنة، ورنا، الأم)، إضافة إلى (شريف وبسنت وأحمد، ابن شقيقته).
هناك احتمالات مفتوحة لمواقف كوميدية وأكثر من سوء تفاهم، ودراما معقولة تدفع الفيلم إلى الأمام. لكن ما يحدث بعد ذلك هو تفريغ هذا الموقف المعقّد من محتواه، والتحرّك بمنطق الكليبات المصورة، حتى لو كان الفيلم من دون أغان.
بدون منطق كبير تقرّر الأم والابنة أن تسافرا إلى الجونة، وبدون منطق أيضاً تدعو الابنة بطل الفيلم شريف إلى السفر معهما. الشيء الوحيد المعقول هو رغبة صنّاع الفيلم في أن تدور نصف أحداثه هناك، من أجل الاستفادة من المنطقة بشكل جمالي.
هكذا يحدث السفر، فيتلاعب "شريف" من أجل الانفراد برنا، ومنذ تلك اللحظة يتمّ تفريغ الموقف الدراما ومَثَلَيْ الحبّ من أي قوّة شحن داخل الجميع. وتسير المشاهد بدون هدف. مجرد عنف من الأم - التي تقوم بدورها غادة عادل في أداء انفعالي غريب جداً - ومحاولات مستمرّة من شريف لأن يلفت نظرها.
اقرأ أيضاً: متى ينهي الفنانون العرب سرقة الكليبات الغربية؟
الاستنجاد بالمونتاج
خلال تلك المرحلة، ولأنّه لا شيء يحدث، فإنّ مخرج الفيلم محمد سامي يلجأ إلى "فوتومونتاج" لمشاهد أو لقطات متلاحقة على موسيقى تصويرية، والسؤال الملحّ: إذا كانت رغبة تامر حسني في صنع فيلم بدون غناء تقريباً.. فلماذا يلجأ إلى منطق الفيلم الغنائي نفسه، من خلال إيجاد فراغات متتالية. تلك التي يفترض أن تكملها الأغاني، فيكلمها المخرج هنا بموسيقى فقط؟
في النصف الثاني من الفيلم، ومن أجل عبور من ترنّح أن لا شيء يحدث في الجونة، يدفع الفيلم بمثلّث حبّ ثالث: زوج الأم السابق (حمزة).
الزوج السابق هو الذي يرغب في العودة إليها لأنّه يحبها، في دور يبدو أنّه كُتِبَ خصيصاً لعزّت أبو عوف. لكنّ مرض الأخير جعل محمود حميدة هو من يقوم به. ليبدأ فاصل من المشاهد الكرتونية، في محاولة الاثنين الحصول على رضا رنا وقلبها.
السؤال هنا أيضاً: لماذا هذا الكمّ من المصادفات والتداخلات وضعف المنطق، في حين أنّ القصة الأصلية التي انطلق منها عن (الأم، الابنة، الحبيب) كانت قوية بما يكفي للفيلم؟ ولماذا تمّ حل هذا التداخل سريعاً، وذلك بأن يتّفق شريف وبسنت على أنّه لا يوجد أيّ شيء عاطفي في علاقتهما. ولماذا اللجوء إلى عنصر درامي جديد وفارغ كزوج الأم السابق ليمتلئ الفيلم بالهزل حتّى آخر مشهد؟
حتّى في منطق الجمهور وشباك التذاكر وحسابات الفيلم التجاري، هذا هو أضعف أفلام تامر حسني، وبالتأكيد هو أقلّها حضوراً وأكثرها هزلاً. حتّى جمهوره في قاعة السينما كان يضحك قليلاً جداً ويعلّق كثيراً جداً على انفعالات غير مفهومة وانقلابات أحداث غير مبرّرة.
هذا لأنّ تامر حسني أراد تجريب أن يكون ممثلاً فقط، لكنّ القرار كان خاطئاً في تلك المرة، لأنّ فراغات الفيلم كانت ستصبح أفضل لو بها أغان، ولكان تعامل الجمهور معه كفيلم غنائي فقط.
اقرأ أيضاً: هذه الشائعات غيّرت حياة هؤلاء النجوم
كذلك كان من المفهوم أن يعتمد "حسني" على المخرج محمد سامي، سواء لأنّه مخرج فيلمه الأخير "عمر وسلمى 3" ويرتبط معه بعلاقة صداقة وعمل، أو لأنّه المخرج الذي حقق نجاحات تلفزيونية في السنوات الأخيرة، وأصبحت الصورة والديكورات الصاخبة والممتلئة بالعناصر والألوان والغريبة عن المشاهد مقترنة به. وتلك الصورة هي عنصر جذب بالتأكيد - حتى لو لم تكن له أيّ حاجة درامية. لكنّ الخطأ الحقيقي هنا هو كتابة محمد سامي الفيلم ووضع اسمه بصفته "مؤلّف".
كلّ هذا لأنّ الكتابة كانت مترنّحة وضعيفة طوال الوقت، حتّى على صعيد المشاهد الكوميدية أو الاعتماد على كاريزما تامر حسني على جمهوره.
كلّ شيء كان ضعيفاً جداً لأنّ السيناريو لم يخلق أحداثاً أو دراما حقيقية، وكان يزداد ضعفاً كلّما يتقدم الفيلم - الطويل جداً من الأساس - وصولاً إلى نهاية مزعجة ومبتورة. وهذا حتّى بالنسبة إلى جمهور تامر حسني في قاعات السينما قبل أن يكون لناقد أو كاتب يتناول الفيلم.
اقرأ أيضاً: خسائر أفلام الأضحى 25 مليون جنيه