في معرضهم الثالث والثلاثين الذي افتتح بعنوان "أنوبيس" في "قاعة إبداع للفنون" في القاهرة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي ويستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، يتجه مشروع "فنانو اللقطة الواحدة" إلى اختيار إله الموتى لدى الفراعنة ثيمة لأعمالهم بعد عملوا على تصوير تفاصيل الأحياء التراثية المصرية في جميع معارضهم السابقة.
يضم المعرض 88 عملاً قام بتنفيذها 42 فناناً، حيث قاموا بزيارة "المتحف المصري" في مجموعات لعمل رسوم سريعة مبدئية، ثم انتقلوا إلى أماكن أخرى لإعادة صياغة تلك الرسوم برؤى خاصة بكل منهم وباستخدام أدواتهم التي تنوعت بين الألوان الزيتية والمائية والباستيل والأحبار والطباعة والكولاج والغواش.
يشير الأكاديمي والفنان ياسر منجي في تقديمه المعرض إلى أن "أنوبيس ليس محضَ معبودٍ تقليدي من معبودات المقابر، بل هو بالأحرى – وبالمعنى الفلسفي العميق – حارسٌ لطاقة الحياة في طَورِ كُمُنِها وخُمودِها..".
من بين الفنانين المشاركين في المعرض الجماعي: أشرف عياض، ونرمين بدوي، ونوفير موريس، وهايدي محمد، ودعاء فاخر،، وإسراء جمال، وأمنية صابر، وسارة عوف، وإيمان عبد الكريم، ومحمود صابر، ونوران عباس، ومحمد كمال، ونشوة صالح، وسلمى إسلام، ومروة محمود، وأحمد مبارك، ونسرين الحسيني، وأحمد علي، ومحمد أبو الحديد، ويحيى حسن.
تتنوّع الأعمال المشاركة بين دمج النقوش والأيقونات المصرية القديمة مع عناصر الطبيعة، أو تثبيتها ككتابات على جدران البيت، أو في محاولة توليف بين رموز الحضارتين الفرعونية والإسلامية، او استخدام الأشكال الهندسية الصارمة أو الكولاج بهدف تكييف ثيمة المعرض مع الحياة المعاصرة.
وكان قد أطلق مجموعة من الفنانين المصريين قرب باب زويلة في القاهرة عام 2002، جماعة تضمّ 15 فناناً تتنوّع خلفياتهم الأكاديمية واتجاهاتهم الفنية لكنهم يجتمعون على "لقطة واحدة"، تركّزت أعمالهم على تجسيد الحياة الشعبية؛ المساجد والمقابر والقلاع والتكايا، وأصحاب المهن عبر توثيق طريقة عملهم بصرياً، ومحطّات من الحياة اليومية، أو إعادة إنتاج لوحة لأحد رموز التشكيل.
على هامش المعرض، تنظّم محاضرتان؛ الأولى بعنوان "الموت والوقت والحقيقة.. ثلاثية الفلسفة العابرة للأزمان" لـ عمرو كميل، والثانية بعنوان "الرؤى التشكيلية للحيوان في الحضارات القديمة" لـ داليا أشرف.