"أنا نفسي كنت مملوكاً ذات يوم": قراءة في الأدب الأفروأميركي

23 مايو 2020
لقطة من فيلم "محبوبة" عن رواية توني موريسون
+ الخط -

يعنون الكاتب الأميركي جوشوا بينيت كل فصل من فصول كتاب "أنا نفسي كنت مملوكاً ذات يوم: السود ونهاية الإنسان" باسم حيوان؛ سنجد "الجرذ"، "الديك"، "البغل"، "الكلب" و"سمك القرش"، وهذه شخصيات ظهرت في أعمال المؤلفين السود الأشهر مثل ريتشارد رايت وتوني موريسون، وزورا نيل هورستون، جيسمين وارد، وروبرت هايدن وآخرين.

الكتاب الصادر مؤخراً عن منشورات جامعة هارفارد، يتتبع كيف انعكست صورة السود في المجتمع الأميركي بوصفهم غير صالحين اجتماعياً وأنهم نوع أدنى من البشر على الخيال الأدبي للمؤلفين وكيف ظهرت لديهم آثار هذه الصورة والمخاوف التي ظلت تعيش معهم من هذه التجربة.

سنجد الكاتب يفكر أيضاً في المواقع التي يعيش فيها أبطال روايات الكتّاب الأفروأميركيين، وسوف يحلل كيف تظهر المزرعة، والبرية، والمطبخ الصغير مع الآفات، وأسواق تباع فيها الحيوانات والأشخاص المستعبدين في وقت واحد، كلها مواقع لا تنسى في الأدب حيث نجد الحياة السوداء والحيوانية في مكان واحد.

كثير من المراجعات النقدية وصفت العمل بأن "بينيت يكتب بشكل جميل لدرجة أنه يؤلم"، يتخيل عالماً من الحيوانات - الفئران والديك والبغال والكلاب - التي تدفع إلى النظر والتفكير بطريقة مختلفة إلى العيش داخل وخارج الأقفاص أو السلاسل، وشعور الإنسان الأسود تجاه شعوره بأنه مملوك من إنسان آخر.

الكتاب يمثل عملاً في تاريخ الأدب الأفروأميركي، وفي نفس الوقت محاولة حول الافتراضات التي يبينها الإنسان عن العلاقة مع الحيوان، كما أنه يشكّل تدخلاً نقدياً في أدب الرواية والثقافة الأدبية السوداء.

يذكر أن بينيت كان قد أصدر سابقاً مجموعة شعرية بعنوان "مدرسة النحيب"، وحصل عنه على الجائزة الوطنية للشعر، وقد أنهى أطروحة الدكتوراه في المسرح من جامعة برنستون ويعد اليوم من أبرز الأصوات الأدبية في بلاده، ويقدم العديد من الأمسيات الشعرية على شكل عروض أدائية.

كتب عدة مقالات أدبية مطوّلة في مجلات عريقة في أميركا لفتت إليه الأنظار، من بينها: "لا أحد يعرف مكان وجودي ، والآن لم أعد هناك"، و"لوردات الأصوات وأشياء أقل: البهجة كطريقة نسوية سوداء"، و"مراجعة الأراضي القاحلة: معاداة الرعوية سوداء" وغيرها، ويصدر له قريباً عن دار "بنغوين" كتاب بعنون "المدين".

المساهمون