"أنا سوري".. جواب وحيد لمنقذ الغريق التركي

11 مايو 2014
أعرف شعور أن تموت والعالم كلّه يتفرّج عليك
+ الخط -
 انتشر أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو عن شاب يرمى بنفسه في البحر أمام "جسر غالاتا"، في مدينة اسطنبول التركية، لينتشل رجلاً مسنّاً سقط في الماء لاختلال توازنه وكاد أنّ يغرق لولا تدخل الشاب.

أمام أنظار المئات من الأتراك والسياح الأوروبيين، الذين لم يتدخل أحد منهم، اقتحم الشاب صفوف الناس رامياً بنفسه في البحر، ليتمكن في النهاية من إنقاذ العجوز. فتزاحم الإعلام التركي على الشاب عندما خرج من المياه. وهو لم يردّد سوى جملة واحدة أمام العدسات: "أنا سوري، أنا سوري ..". ولو بأنّ تلك العبارة هي دافعه الأساسي إلى إنقاذ العجوز التركي.

هو ربيع رحمون، ابن العشرين عاماً، من بلدة خان شيخون في إدلب. خرج من سورية باحثاً عن أحد ينقذه، وبلد أكثر أمناً من بلده.. فلا تحتاج لأن تجهد نفسك في البحث عن الأسباب التي دفعت هذا الشاب إلى رمي نفسه في البحر. وهو اختصرها بجملته الوحيدة: "أنا سوري". قاصداً: أنا السوري الذي أعرف شعور أن تموت والعالم كله يتفرّج عليك. أنا السوري الذي تمطر سمائي براميل، فما عاد البحر يخيفني. وبعد الحادثة سارع الناشطون السوريون على الإنترنت إلى تداول المقطع الذي عرضه الإعلام التركي على شاشاته وفي نشرات أخباره، تحت عناوين تحتفي بالشاب، وتمجّد صورة البطل فيه.

حقق الفيديو نسبة مشاهدة عالية على Youtube، وتمّ تكريم الشاب في عدد من وسائل الإعلام السورية المعارضة بتركيا، ليساهم ابن إدلب بتكريس صورة ليست غريبة عن السوريين. فكلّ يوم تُكتَب أساطير في سورية، لا تلقى الصدى الواسع الذي يوازي قوّتها ولا تأخذ حقّها في الإعلام العربي والغربي.

هو الشاب الشهم زرع ابتسامة على وجوه اللاجئين السوريين في تركيا. أولئك الذين أحسّوا بالفخر حين شاهدوه، كما أحسّ الشعب التركي بالفخر كذلك لأنّه يستقبل إلى الآن قرابة المليون لاجئ من سورية، بحسب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، مؤكداً أنّ "تركيا لن تغلق أبوابها بوجههم".

المساهمون