منذُ العام 2000، دأبت بعثة "الاتحاد الأوروبي" في الجزائر على إقامة مهرجان سنوي في البلاد، مقدّمةً فيه، على مدار أسبوعين، أشكالاً مختلفةً من الثقافة الأوروبية، وسط حضور كبير من الجمهور الجزائري.
هذا العام، ستُقام الدورة السابعة عشرة بين التاسع والواحد والعشرين من أيار/ مايو المقبل، حيث تتوزّع أنشطتها وفعالياتها بين خمس مدن جزائرية؛ هي، إضافةً إلى العاصمة: عنابة، وبجاية، ووهران، وتيزي وزو.
هذه هي المرّة السادسة على التوالي التي لا يقتصر فيها "المهرجان الثقافي الأوروبي" على الجزائر العاصمة. ويبدو خيار إقامته في تلك المدن تحديداً مرتبطاً بخصوصيتها؛ فهي مدن ساحلية وكبيرة، وتحظى فيها اللغات الأوروبية، وفي مقدّمتها الفرنسية، بحضور لافت، على عكس كثير من المدن الداخلية والصغيرة، ما يعني أن المنظّمين يستهدفون جمهوراً معيّناً، يبدو الأكثر انفتاحاً على الثقافات القادمة من وراء البحر.
يشارك في التظاهرة، التي تحمل شعار "ألوان أوروبا"، 15 بلداً من بلدان الاتحاد الأوروبي، وتتوزّع فعالياتها بين المعروض الموسيقية والمسرحية والسينمائية واللقاءات الأدية؛ حيثُ تُفتتح بحفل للفنان النيجيري بامبينو، الذي يقدّم موسيقىً تمزج بين "الطارقي" (موسيقى صحراوية) والبلوز.
يتضمّن البرنامج أيضاً جولات لـ "الفرقة الموسيقية الفولكلورية الأوروبية"، التي تضمّ موسيقيين من بولونيا والمجر والبرتغال وهولندا، بينما تحضر فرنسا ورومانيا وإسبانيا وكرواتيا بعروض من الموسيقى الكلاسيكية، وتقدّم كل من النمسا وبلجيكا وجمهورية التشيك وإيطاليا عروضاً في الجاز والهيب هوب وموسيقى العالم.
في مجال الأدب، تُقام أمسيات تجري فيها قراءة نصوص أدبية لكتّاب جزائريين وأوروبيين. أمّا في المسرح، فتشارك فنلندا بمسرحية "عندما يمر الظل - على خطى محمد ديب". وفي مجال السينما، تُقدَّمُ عروض لأفلام متحرّكة من ألمانيا ورومانيا وفرنسا.
بالتأكيد، فإن المهرجان السنوي يشكّل مساحةً إضافية لتعزيز حضور الثقافة الأوروبية بشكل مركّز، والتي تُضاف إلى حضورها اليومي من خلال المراكز الثقافية الأوروبية العديدة التي تنشط في الجزائر بشكل دؤوب، في ظلّ غياب لأي نشاط ثقافي جزائري، من خلال مراكزها الثقافية أو بعثاتها الدبلوماسية، في عواصم القارة العجوز، أو في غيرها من عواصم العالم.