الفرقة، التي تقيم حفلها المقبل في "مكتبة الإسكندرية"، مساء اليوم، وتواصل تجوالها في حفلات أخرى، هي واحدة من المجموعات التي تأثرت بالتغيّرات التي حدثت في مصر في السنوات الأخيرة، منذ "ثورة 25 يناير"، فقد أتاحت فترة الثورة وما بعدها للفرق البديلة الاقتراب من الجمهور وملامسة شعبية لم تكن تحلم أن تصل إليها سابقاً، فأصبحت موسيقى الأندرغراوند التي لطالما عانت التهميش، أساسية في الحراك، وبدا لوهلة أنها جزء من التغيير الاجتماعي والثقافي المقبل. لكن سرعان ما خفتت الإضاءة حول هذه الظاهرة، ولم يبق منها سوى الفرق التي استمرت، بينما عاد جمهورها إلى التقلص.
يقول عز في حديث إلى "العربي الجديد": "إن الفترة التي تلت ما بعد الثورة كانت فرصة كبيرة لنا، استطعنا أن نصبح مسموعين ووجدنا أماكن لديها استعداد لدعمنا". تأسس الديو "أقصى الوسط" عام 2013، مع الفنانة تقى مكاوي، قبل ذلك كان الموسيقيان يلتقيان وكل منهما في فرقة منفصلة، إلى أن بدأ التفكير في "تكوين شيء واحد"، يقوم على الكلمات التي تؤلفها مكاوي واللحن الذي يضعه عز، وعاماً بعد عام كانت الفرقة تستقبل ضيوفاً من العازفين، مثل محمد طلعت على الدرامز وبيشوي نسيم على التشيلو.
يتغيّر العازفون والمؤدّون ويستمر مكاوي وعز من أغنية إلى أغنية، حققت بعضها نجاحات مثل "إنتِ" و"لاقيني" و"خنجر مسموم" و"مراسيل السما" و"حاجة"، وتستعد الفرقة لإصدار ألبومها الأول خلال الأيام المقبلة، وللترويج له نشرت الفرقة منه أغنية "ساكن الليل" على قناتها في موقع ساوند كلاود.
لا أحد ينتج للفرقة موسيقاها، إذ كونّت "أقصى الوسط" ما يشبه "هوم ستوديو" فيه تسجّل وتنتج لنفسها، وعلى قناة خاصة بها في ساوند كلاود وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تصل إلى جمهورها، ما يؤكد أن الاحتفاء الذي حدث للموسيقى البديلة في سنوات الثورة الأولى قد خبا، وبات من الصعب العثور على شركات إنتاج تتبنى الفرق الخارجة عن المألوف أو الشابة الجديدة.
يقول عز: "من أصعب ما نواجهه أننا لم نعثر على جهة تقف معنا بالتمويل والإنتاج، كل ما نفعله هو جهدنا الفردي". تتطلع "أقصى الوسط" إلى الغناء خارج مصر، والوصول إلى المستمع العربي، لكنها تقع في نفس إشكالية الفرق الشابة التي تحاول أن تستدل الطريق إلى إدارات المهرجانات، لكن كيف السبيل إلى اختراق منظومة الانتقاء، وإقناع المشرفين على المراهنة بفرق تُسمع ربما لأول مرة بالنسبة إلى كثيرين؟