يوصف مصمّم الرقصات الروسي بوريس إيفمان بأنه "العبقري"، ويرتكز في عمله الكيروغرافي على الدراما النفسية والجسدية والتصرّف في حركة الراقصين والتدخل فيها على نحو مدهش. هكذا وصفته الصحافة البريطانية بعد أن قدّم عرض باليه "آنا كارنينا" في لندن 2012، بينما لم يحبه الأميركيون واعتبروه كلاسيكياً بل ووصفته الصحافة بعد عرضه في نيويورك عام 2011 بأنه مليء بالكليشيهات.
استمر هذا العرض في التنقل بين مدن العالم، منذ أن عرض أول مرة في سانت بطرسبيرغ عام 2005، يغيّر فيه إيفمان ويطوّره باستمرار ويضيف عليه المزيد من السحر التعبيري بطاقة أجساد راقصات وراقصي الباليه، وهاهو يصل إلى الدوحة ليجري تقديمه على خشبة "مركز قطر الوطني للمؤتمرات" في الدوحة عند السابعة والنصف مساء يومي 12 و13 من الشهر الجاري.
ولد إيفمان في روبتسفوسك القريبة من سيبيريا عام 1946 ، وتدرب ليكون راقصاً في مولدوفا، ودرس في مدرسة لينينغراد للباليه، ثم أسّس فرقته الخاصة عام 1977.
في ذلك الوقت كان إيفمان فقط مصمماً للرقصات التي كانت تعتبر حداثية في فترة الاتحاد السوفيتي، على الرغم من أنه استعار من التعبيرية المسرحية لمصمّمي رقصات مثل موريس بيجار، لكنه أيضاً كان مفاجئاً حين قدم قطعة باليه مستنداً إلى موسيقى البنك فلويد.
اليوم يقدم "باليه إيفمان" في الدوحة قطعة "آنا كارنينا" مبنية على مزيج من أعمال تشايكوفسكي، فيأخذ مقاطع من السيمفونية الثانية، والعاصفة، وفرانسيشكا دا ريميني، وذكرى مكان عزيز، والسيريناد، وروميو وجولييت، وذكرى البندقية، وهاملت، والسيمفونية السادسة؛ كل هذه المؤلفات لتشايكوفسكي وغيرها، هي التي أثثت فضاء "آنا كارنينا"، دون أن ينسى إيفمان تذكيرنا بعوالم مصمم الرقصات الروسي جورج بالانشين (1904-1983).
يقوم العرض على تجسيد مثلث الحب "آنا-كارنين-فرونسكي"، باستخدام لغة الباليه لتصوير مأساة امرأة محاصرة بالمجتمع والعاطفة والأمومة والزواج.