انتقادات لماكرون بعد تصريحاته بشأن الأسلحة النووية

انتقادات لماكرون بعد تصريحاته بشأن الأسلحة النووية

28 ابريل 2024
ماكرون أثناء إلقائه كلمة في السوربون، باريس 25 إبريل 2024 (كريستوف بيتي تيسون/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقترح ضم الأسلحة النووية للنقاش حول السياسة الدفاعية الأوروبية، مما يثير انتقادات حادة بشأن التنازل عن السيادة الوطنية ومخاوف حول مصداقية الردع النووي الفرنسي.
- فرانسوا كزافييه بيلامي وحزب فرنسا الأبية ينتقدان تصريحات ماكرون، بينما يدافع فرانسوا بايرو عن الفكرة بالإشارة إلى ترابط الأمن الأوروبي والتهديدات المشتركة.
- النقاشات تأتي في سياق الدعوات لتطوير استراتيجية دفاعية أوروبية مستقلة، مدفوعة بالغزو الروسي لأوكرانيا والمخاوف من عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة، مما يبرز الحاجة لتعزيز الاستقلالية الدفاعية الأوروبية.

تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لسيل من الانتقادات من قبل المعارضة التي اتهمته بـ"التنازل" عن السيادة الوطنية، بعد اقتراحه إدراج الأسلحة النووية في المناقشة الجارية حول السياسة الدفاعية الأوروبية المشتركة.

وغداة خطابه حول مستقبل أوروبا في جامعة السوربون، الخميس الماضي، التقى ماكرون بعشرات الشباب في ستراسبورغ في اليوم التالي (الجمعة) في مقابلة نظمتها الصحف الإقليمية لمجموعة إبرا (Ebra) ونشرت فحواها مساء السبت.

وتساءل أحد محاوريه "هل فرنسا مستعدة إذن لإضفاء الطابع الأوروبي على قدرتها على الردع النووي؟"، واعتمد ماكرون في رده على ما قاله في خطابه باليوم السابق عن إنشاء استراتيجية دفاع أوروبي، ثم أشار إلى نشر دروع مضادة للصواريخ وأسلحة بعيدة المدى وكذلك أسلحة نووية، وقال "العقيدة الفرنسية تنص على أنه يمكننا استخدامها عندما تتعرض مصالحنا الحيوية للتهديد. لقد قلت بالفعل إن هناك بعداً أوروبياً لهذه المصالح الحيوية".

وأضاف ماكرون "أنا أؤيد إطلاق هذا النقاش الذي يجب أن يشمل بالتالي الدفاع المضادّ للصواريخ، والأسلحة بعيدة المدى، والأسلحة النووية لدى الدول التي تملكها أو التي لديها سلاح نووي أميركي على أراضيها. دعونا نضع كلّ شيء على الطاولة وننظر إلى ما يحمينا حقاً بطريقة موثوقة بها".

لكن فرانسوا كزافييه بيلامي، رئيس قائمة حزب الجمهوريين في الانتخابات الأوروبية المقررة في التاسع من يونيو/حزيران القادم، ندد بهذه التصريحات "الفائقة الخطورة" معتبراً أنها "تمسّ عصب السيادة الفرنسية"، وأضاف غاضباً في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام المحلية "لا ينبغي لرئيس دولة فرنسي أن يقول ذلك".

ومنذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبحت فرنسا الدولة العضو الوحيدة التي تمتلك قدرة الردع النووي. ومع ذلك، فإن الحوار حول القضايا الأمنية مستمر مع لندن وخاصة داخل المجموعة السياسية الأوروبية، وهو المنتدى الذي أنشئ حديثاً بمبادرة من الرئيس الفرنسي.

الأسلحة النووية واستراتيجية الدفاع الأوروبية

وتناول ماكرون مسألة الأسلحة النووية الفرنسية في خطابه بجامعة السوربون، وقال إن "الردع النووي يقع في الواقع بقلب استراتيجية الدفاع الفرنسية، وبالتالي فهو في جوهره عنصر أساسي في الدفاع عن القارة الأوروبية"، مكرراً بعض ما قاله في خطاب رئيسي حول الردع في فبراير/شباط 2020.

وبالإضافة لليمين الفرنسي قال حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، اليوم الأحد، في بيان أصدرته كتلته البرلمانية إن ماكرون "وجه للتو ضربة جديدة لمصداقية الردع النووي الفرنسي"، وقالت رئيسة الكتلة، ماتيلد بانو، في تصريح لعدد من وسائل الإعلام إن "العقيدة النووية الفرنسية هي أننا لا نؤمن بالمظلة، ولن نشعل نزاعاً نووياً لصالح دول أخرى".

وردّ رئيس الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو، حليف ماكرون، بأن المصالح الحيوية لفرنسا وأوروبا يمكن أن تتداخل في بعض الأحيان، وتساءل في مقابلة مع قناة إل سي إيه "تخيلوا تهديداً مميتاً ضد ألمانيا، هل تعتقد أننا سنكون آمنين؟ هل تعتقدون أن مصالحنا الحيوية لن تتأثر بهذا التهديد؟".

وتدعو فرنسا منذ فترة طويلة إلى بناء استراتيجية دفاعية أوروبية، غير أنها واجهت في كثير من الأحيان إحجاماً من شركائها الذين اعتبروا أن مظلة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أكثر أماناً، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 وعودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض، أديا إلى إحياء النقاش حول الاستقلالية الأوروبية في مسائل الدفاع.

(فرانس برس)

المساهمون