شرطة الاحتلال تعتقل الأستاذة الجامعية نادرة شلهوب بتهمة "التحريض"

شرطة الاحتلال تعتقل الأستاذة الجامعية نادرة شلهوب بتهمة "التحريض"

18 ابريل 2024
الأستاذة الجامعية نادرة شلهوب كيفوركيان في صورة متداولة لها (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اعتقال الأستاذة الجامعية نادرة شلهوب كيفوركيان من قبل الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة بتهمة "التحريض على العنصرية والإرهاب"، في سياق حرب مستمرة على غزة لليوم الـ195، بناءً على توصية من رئيس قسم التحقيقات والاستخبارات.
- "التجمّع الطلابي الديمقراطي" يستنكر الاعتقال، معتبرًا إياه تصرفًا مليشياويًا يعكس العقلية الانتقامية للقيادة الإسرائيلية ويُظهر زيف الديمقراطية الإسرائيلية وسياسة الفصل العنصري ضد العرب والفلسطينيين.
- بدأت قضية شلهوب كيفوركيان عندما طُلب منها الاستقالة من الجامعة العبرية بسبب توقيعها على عريضة تحذّر من إبادة جماعية في غزة، لكن الجامعة تراجعت عن قرارها بعد تدخل قانوني، مما يعكس فشل محاولات قمع مواقفها.

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الأستاذة الجامعية نادرة شلهوب كيفوركيان بتهمة "التحريض على العنصرية والإرهاب"، وذلك بعد ظهر اليوم الخميس من منزلها في القدس المحتلة. والأستاذة المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس راحت تُستهدَف منذ الأيام الأولى من الحرب على قطاع غزة، وذلك استناداً إلى مواقفها السياسية التي تعارض هذه الحرب المدمّرة المستمرّة لليوم 195. وكان رئيس قسم التحقيقات والاستخبارات في الشرطة الإسرائيلية يغئال بن شالوم قد أصدر، في الرابع من إبريل/نيسان الجاري، توصية إلى النيابة العامة تقضي بفتح تحقيق ضدّ الأكاديمية العربية، بتهمة "التحريض".

وقد أكّد المحامي علاء محاجنة الموكَّل بالدفاع عن نادرة شلهوب كيفوركيان لـ"العربي الجديد" خبر اعتقالها، علماً أنّها اقتيدت إلى مركز للشرطة الإسرائيلية في "مفسيرت تصيون" في ضواحي القدس المحتلة. في الإطار نفسه، أصدر محاجنة بياناً جاء فيه أنّ الشرطة الإسرائيلية مدّدت توقيف الأستاذة الجامعية حتى يوم غد الجمعة، من أجل عرضها أمام محكمة الصلح في القدس. وأوضح المحامي أنّ "التحريض" و"نشر آراء محرّضة" هما التهمتان اللتان وُجّهتا إليها بعد الانتهاء من التحقيق معها.

ووصف محاجنة اعتقال نادرة شلهوب كيفوركيان بأنّه "غير قانوني، وهو نابع من سياسة الشرطة التي تنتهجها ضدّ المواطنين العرب بهدف تخويفهم". أضاف في بيانه نفسه: "من الواضح أنّ من يقف وراء قرار الشرطة هو الوزير (إيتمار) بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي) الذي يطبّق سياساته العنصرية من خلال الشرطة"، مشيراً إلى أنّ الشرطة تحوّلت إلى "ذراع لتنفيذ سياساته وتطبيقها". كذلك استهجن محاجنة قرار النائب العام في النيابة الإسرائيلية الذي صادق على "مثل هذا التحقيق والاعتقال المشين".

وكان محاجنة قد أفاد "العربي الجديد"، في حديث سابق عقب التوصية المشار إليها آنفاً، بأنّ في ذلك "رسالة تخويف واضحة جداً موجّهة إلى المجتمع العربي، مفادها أنّ كلّ من سوف يتجرّأ على التعبير عن موقف خارج عن السياسة الإسرائيلية المعلنة سوف يُعاقَب ويخضع للتحقيق".

تصرّف مليشياوي ضدّ نادرة شلهوب كيفوركيان

في سياق متصل، أصدر "التجمّع الطلابي الديمقراطي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948 بياناً، مساء اليوم الخميس، استنكر فيه اعتقال الشرطة الإسرائيلية نادرة شلهوب كيفوركيان وقد وصف الاعتقال بأنّه "تصرّف مليشياوي" ويأتي في إطار "العقلية الانتقامية والدموية التي تنتهجها القيادة السياسية في إسرائيل تجاه كلّ صوت يعارض الحرب ويطرح موقفاً أخلاقياً وإنسانياً ضدّ الجرائم المرتكبة بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة". بالنسبة إلى التجمّع، فإنّ اعتقال نادرة شلهوب كيفوركيان "يؤكّد زيف ديمقراطية إسرائيل التي تغنّت بها عبر السنين"، ويؤكّد كذلك أنّ إسرائيل "دولة فصل عنصري تلاحق كلّ ما هو عربي وفلسطيني على مواقفه"، علماً أنّ المواقف تُعَدّ من "الحريات الأساسية في أيّ مكان طبيعي في العالم".

وتابع التجمّع أنّ إسرائيل "تستشرس في ملاحقة الأكاديميين والطلاب الفلسطينيين في الجامعات لما يحمله هؤلاء من قيم أخلاقية وطنية"، هم الذين "يعبّرون عن رأيهم الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه شعبهم وقضيتهم". وشدّد "التجمّع الطلابي الديمقراطي" على "اعتزازه الكبير بدور نادرة شلهوب كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والمهمّ"، فهي تُعَدّ "من أهمّ الباحثين على المستوى الدولي". كذلك عبّر عن اعتزازه بـ"موقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتّخذه ضدّ الحرب والعدوان على أهلنا في قطاع غزة، ومع حقوق شعبنا الفلسطيني، رغم كلّ محاولات التضييق والملاحقة المستمرّة عليها منذ فترة".

ودعا التجمّع، في بيانه نفسه، "كلّ مؤسسات حقوق الإنسان والجامعات والمنظمات الأكاديمية في العالم إلى اتخاذ موقف واضح تجاه كلّ هذه السياسات الموجّهة ضد الأكاديميين الفلسطينيين في إسرائيل"، مشيراً إلى ضرورة "تفعيل كلّ الجهود المحلية والعالمية من أجل تحرير بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان ووضع حدّ لهذه التصرّفات الميلشياوية التي تقوم عليها إسرائيل وشرطتها بدون أيّ حسيب ولا رقيب".

الأكاديمية العربية مستهدفة منذ 29 أكتوبر

وقضية الأستاذة الجامعية نادرة شلهوب كيفوركيان بدأت عند تلقّيها، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رسالة من الهيئة الإدارية للجامعة العربية في القدس، تطالبها فيها بالاستقالة، على خلفيّة توقيعها على عريضة تحذّر إسرائيل من ارتكاب أفعال إبادة جماعية في قطاع غزة، في إطار الحرب التي انطلقت في السابع من أكتوبر نفسه.

وفي 12 مارس/آذار الماضي، أصدرت الهيئة الإدارية في الجامعة العبرية في القدس قراراً يقضي بتعليق عمل نادرة شلهوب كيفوركيان الأكاديمي، استناداً إلى الآراء التي عبّرت عنها في ما يخصّ الحرب المتواصلة على قطاع غزة. وبعد 15 يوماً، تراجعت الجامعة عن قرارها، وأعلنت في 27 مارس نفسه عن عودة الأستاذة الجامعية إلى مزاولة عملها فوراً.

وتعليقاً على ذلك، كان محاجنة قد صرّح لـ"العربي الجديد" بأنّ "الجامعة العبرية في القدس عجزت عن تنفيذ قرار قمع بحقّ محاضرة تدرّس فيها منذ 27 عاماً بسبب مواقفها المناهضة للحرب وللصهيونية، وبسبب توصيفها الحرب على غزة بأنّها حرب إبادة جماعية وتجويع". أضاف أنّ "الجامعة فشلت، بالإمكانيات المتوفّرة لديها قانوناً، بمحاسبتها وإبعادها عن وظيفتها. فهي اضطرت بعد التدخّل القانوني إلى العودة عن قرارها تعليق عمل الأكاديمية، وبالتالي إعادتها إلى العمل".

المساهمون