أوضاع العمّال الأردنيين تنتظر تصويبها منذ سنوات

أوضاع العمّال الأردنيين تنتظر تصويبها منذ سنوات

01 مايو 2024
عامل في ورشة في الأردن (آرتور ويداك/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- العمال في الأردن يواجهون تحديات كبيرة تشمل ظروف عمل صعبة، انتهاكات لحقوقهم المالية، وضغوط معيشية، مع تفاقم الوضع بعد العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أدى لفقدان أكثر من 15 ألف عامل لمصادر رزقهم.
- التقرير الصادر عن المرصد العمالي الأردني يكشف عن استمرار تدهور شروط العمل والانتهاكات المستمرة لحقوق العمال، بما في ذلك تأخر أو عدم صرف الأجور وغياب الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.
- المرصد العمالي الأردني أطلق حملة "أسبوع العمّال" لتسليط الضوء على واقع السلامة والصحة المهنية والانتهاكات التي يتعرض لها العمال، بهدف رفع الوعي وتحسين ظروف العمل وحماية حقوق العمال.

يأتي عيد العمّال فيما عمّال الأردن يعانون من انتهاكات متعدّدة لحقوقهم، رغم المطالبات المتكرّرة لتصويبها من مؤسّسات مجتمع مدني وهيئات تمثيلية للعمّال في عدة قطاعات تعود إلى سنوات طويلة، وخصوصاً في ما يتعلق ببيئة العمل وظروفه، والحقوق المالية والضغوط المعيشية التي يتعرّضون لها من حين إلى آخر.

وحسب متابعات لسوق العمل الأردني والمتغيّرات التي يشهدها، بدا واضحاً أن فترة ما بعد بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة عصيبة على العمال الأردنيين، إذ سبّبت حملات المقاطعة فقدان أعداد كبيرة منهم، تصل إلى أكثر من 15 ألفاً، لمصادر رزقهم، وباتوا من دون عمل، حسب تقارير غير رسمية. 

وقال رئيس المرصد العمالي الأردني أحمد عوض لـ"العربي الجديد" إن هنالك انتهاكات مستمرّة منذ عدة سنوات رُصِدَت، وجرى الوقوف على حالات عديدة لانتهاكات حقوق العمال، تتعلق بالأجور وانخفاضها، وكذلك بيئة العمل وظروفه ومتطلّبات السلامة العامة لحماية العمال وتجنيبهم المخاطر قدر المستطاع. 

وأضاف أنّ تقرير حالة العمال في الأردن الذي أصدره المركز أخيراً كشف أنّ العام الماضي كان صعباً على العمّال في الأردن بسبب حرمان قطاعات واسعة منهم التمتّع بحقوقهم والتغوّل عليها واستمرار تدهور شروط العمل على مستوى السياسات والممارسات دون بوادر حكومية لتحسينها.

وأفاد التقرير بأنّ عام 2023 صدرت فيه مجموعة من القرارات لتعديل تشريعات عمّالية مهمّة أو إصدارها، مثل تعديل قانوني العمل والضمان الاجتماعي، وإصدار أنظمة جديدة للسلامة والصحّة المهنية ونظام مكاتب تشغيل الأردنيين وتعديل نظام العقد الموحد للعاملين في المدارس الخاصة. 

وقال التقرير إن معظم التعديلات التي أُجريت على قانوني العمل والضمان الاجتماعي كانت تراجعية ولا تتلاءم مع معايير العمل الدولية المتعارف عليها، فضلاً عن الاختلالات في أنظمة السلامة والصحة المهنية ونظام مكاتب تشغيل الأردنيين، بينما كانت تعديلات نظام العقد الموحد خطوة جيدة باتجاه الحدّ من الانتهاكات العمّالية في المدارس الخاصة. 

وحسب المرصد العمّالي، فإنّ الاقتصاد الأردني تأثر تدريجياً جراء العدوان الشامل والمدمّر الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة المستمر، ما زاد الضغوط على العمّال في الأردن، وتأثر آلاف منهم بتراجع أداء الشركات الأجنبية وفروعها التي جرت مقاطعتها شعبياً بسبب دعمها المباشر وغير المباشر للاحتلال الإسرائيلي وسياساته، لجعلها أداة ضاغطة لوقف العدوان على غزّة. 

وشهد عام 2023 انتهاكات وتجاوزات متنوعة لحقوق العمّال في القطاعيْن، العام والخاص، مثل تأخّر صرف أجور العاملين والعاملات، أو عدم صرفها من الأساس أشهراً طويلة، وعدم شمولهم بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وعدم توفير أدنى متطلبات السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل، وغيرها من الانتهاكات.

حسب المرصد العمالي، تأثّر الاقتصاد الأردني تدريجياً جراء العدوان الشامل والمدمر الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة

وقالت وزارة العمل الأردنية إنّ عدد الدعاوى العمّالية التي سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع الأول من العام الحالي بلغ 114. وإن وحدة سلطة الأجور فصلت بـ138 دعوى عمّالية في الربع الأول من 2024، منها 73 دعوى من الدعاوى المسجلة عام 2024 و65 دعوى من سنوات سابقة، و41 دعوى ما زالت قيد النظر من العام الجاري. 

وقال رئيس المرصد العمالي، أحمد عوض، إنه أُطلقَت حملة "أسبوع العمّال" حتى الثالث من مايو/ أيار الجاري. ويأتي إطلاق الحملة بمناسبة يوم العمّال العالمي الذي يصادف الأول من مايو واليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية الذي صادف 28 من إبريل/ نيسان. 

وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على واقع السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل وظروف العاملين والعاملات والانتهاكات الواقعة عليهم، ورفع الوعي لدى العمّال وأصحاب العمل بالنصوص القانونية العمّالية.

المساهمون