انتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشدة الخطوة المصرية لتسليح القبائل في ليبيا ودفعها للصراع العسكري، محذرا مما وصفها بالمبادرات الفردية التي ستحول ليبيا إلى صومال جديد.
وقال الرئيس الجزائري في حوار تلفزيوني بث مساء الأحد على التلفزيون الرسمي "شاهدنا مؤخرا محاولة إقحام القبائل الليبية في الصراع وهذا أمر خطير"، مضيفا أن "تسليح القبائل الليبية لن يجعل من ليبيا سورية جديدة ولكنه سيحولها إلى صومال جديد".
واعتبر تبون أن الجزائر لن تنخرط في هذا النوع من المبادرات الفردية التي يقوم بها قادة دول على صلة بالأزمة، موضحا أنه "لن ندعم أي قرار فردي، لا يمكن أن تتخذ دولة مبادرة منفردة ثم تطلب دعما من الجزائر، هذا غير ممكن، ردنا على من يطلب دعمنا لمبادرته المنفردة هو هل استشرتنا قبل ذلك؟".
وكان الرئيس يشير بوضوح إلى الخطوة المصرية لتسليح القبائل وطلب مجلس النواب الليبي بقيادة عقيلة صالح ذلك، إذ كان عقيلة صالح ينوي طلب دعم الجزائر لهذه الخطوة خلال زيارته التي كانت مقررة السبت والأحد قبل تأجيلها.
واتهم الرئيس الجزائري عددا من الأطراف الدولية المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا بالإخلال بالتزاماتهم وتعهداتهم، وقال في هذا الصدد "إلى الآن مازالوا يقولون ما لا يفعلون".
وأكد أن الجزائر على اتصال مباشر ويومي مع عدد من الأطراف الدولية ذات الصلة بالأزمة الليبية، كروسيا وتركيا وفرنسا، لمناقشة صيغة الحل السياسي، مشيرا إلى أن الجزائر لن تقدم مبادرتها لحل الأزمة الليبية قبل الحصول على رعاية أممية.
وذكر الرئيس تبون أن "الحل الجزائري موجود ويحظى بموافقة الليبيين، لكننا لن نقدم الحل الجزائري إذا لم تتبناه الأمم المتحدة "، مشيرا إلى وجود مساعي جزائرية تونسية لتقديم مقترح حل سياسي مشترك بين البلدين للأزمة الليبية، مضيفاً "نعول على ذلك"، خاصة وأن تونس تشغل هذا العام مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
وللمرة الأولى يطرح الرئيس الجزائري اسم مصر ويضعها خارج حسابات الجزائر بشأن تقديم مبادرة دول جوار ليبيا، بعدما باتت الجزائر مقتنعة تماما أن القاهرة أصبحت طرفا في الأزمة وعامل عسكرة في ليبيا وليست جزءا من الحل السياسي.
ولم يكشف تبون عن تفاصيل وملامح الحل الجزائري، لكنه كان قد لمح إلى ذلك في حوار سابق قال فيه إن الحل يتعلق "بإشراك الشعب الليبي عبر تنظيماته وكذا القبائل، للتوافق على تشكيل مؤسسات انتقالية تتولى تنظيم انتخابات لجمعية وطنية، يتم من خلالها انتخاب رئيس ونائبين وتشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد"، على أن يتم التوافق على هذه الصيغة بعد عقد ندوة برعاية الأمم المتحدة.
حث الرئيس تبون مختلف أطراف الأزمة الليبية على الحوار والحل السياسي لتجنب تعقيدات أكثر وحقن دماء الشعب الليبي
وحث الرئيس تبون مختلف أطراف الأزمة الليبية على الحوار والحل السياسي لتجنب تعقيدات أكثر وحقن دماء الشعب الليبي الذي يدفع فاتورة الحرب، موضحا أن "الليبيين سينتهون مهما طال الوقت إلى طاولة الحوار، ومن الأفضل أن يكون ذلك الآن قبل أي وقت آخر".
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد استقبل الأحد رئيسة البعثة الأممية بالنيابة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، لبحث التطورات الميدانية المقلقة في ليبيا في ضوء مساعي منظمة الأمم المتحدة لاستئناف عملية السلام انطلاقا من قرارات ندوة برلين الدولية، وأبلغها ضرورة التعجيل بالحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد لوقف إراقة المزيد من الدماء والإبقاء على الوضع تحت السيطرة، حتّى يتمكن الشعب الليبي الشقيق من إعادة بناء دولته في إطار الشرعية الشعبية، وبما يضمن وحدته الترابية، وسيادته الوطنية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية.