يترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم الخميس، اجتماعاً للأمناء العامين لكلّ الفصائل الفلسطينية بمقر الرئاسة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، ما بين رام الله والعاصمة اللبنانية بيروت، حيث سيشارك من مقر السفارة الفلسطينية في بيروت أمناء عامون لفصائل غير أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وعدد آخر من الأمناء العامين لفصائل فلسطينية أعضاء في منظمة التحرير، ويتواجد غالبيتهم في سورية.
وقال مسؤول رفيع اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنه من المرجح ألا يخرج هذا الاجتماع بأي قرارات، وسيخلص المجتمعون لتشكيل لجنة مصغرة، من مهامها إكمال الحوار بين الفصائل، لكن مع سقف زمني من المتوقع أن يكون نهاية العام الجاري".
وتابع: "ومن أبرز مهام هذه اللجنة التي تتكون بشكل أساسي من حركتي "حماس" و"فتح" وعدد آخر من الفصائل، التوافق على برنامج سياسي موحد، وكيفية إصلاح منظمة التحرير وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بإنهاء الانقسام".
ومن المتوقع أن يشارك أحد عشر أميناً عاماً يمثلون الفصائل الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات، في الاجتماع الذي سيلقي خلاله الرئيس محمود عباس كلمة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "الهدف الأساسي منه هو البدء بخطوات هامة على طريق تجسيد الوحدة لإسقاط مؤامرة الضم والأبرتهايد والاستيطان وتهويد القدس".
وتابع أبو ردينة، في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية "وفا"، اليوم الخميس: "الاجتماع سيرسل كذلك رسالة قوية وواضحة للجميع بالحفاظ على الأسس التي تؤدي لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، وأننا متمسكون بمبادرة السلام العربية لإسقاط التطبيع المجاني".
وأشار إلى أن "الاجتماع يبحث التوافق على آليات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ومناقشة وحدة الموقف السياسي والنضالي والتنظيمي في هذه المرحلة الصعبة، إلى جانب التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وكان آخر اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية قد عُقد في القاهرة نهاية عام 2011.
وعلى الرغم من ترحيب الفصائل الفلسطينية كافة بالاجتماع، إلا أنه لا يجد له أي صدى أو اهتمام يذكر في الشارع الفلسطيني أو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري لـ"العربي الجديد"، إن هناك توجهين في الشارع الفلسطيني، الأول يرى في اجتماع الأمناء العامين للفصائل مجرد اجتماع عادي، ستستخدمه القيادة الفلسطينية للتهديد والتلويح به على أساس أنه يمثل ورقة الوحدة الوطنية على غرار التهديد بالمقاومة الشعبية وحل السلطة وغيرها دون أي فعل على الأرض؛ أما التوجه الثاني، وهو ضعيف، فيرى في الاجتماع خطوة على طريق الوحدة، وسيخلص إلى خطاب وبيان ووفد فتحاوي - حمساوي وبمشاركة الفصائل للبحث في موضوع إنهاء الانقسام".