أيوب طارش يعاني إهمال الحكومة

16 سبتمبر 2018
أيوب طارش (فيسبوك)
+ الخط -
لا يزال ملحن نشيد الجمهورية اليمنية الفنان، أيوب طارش عبسي، يعاني المرض في الصين، والتي انتقل إليها للعلاج في الخامس والعشرين من شهر أغسطس/آب الماضي، إذ لم تبذل الحكومة اليمنية ووزارة الثقافة خصوصاً أي جهود حقيقة لمساعدته في استكمال رحلته العلاجية والانتقال إلى ألمانيا حتى الآن. 

وكشفت مجدداً مصادر مقربة من الفنان أيوب، وأشخاص آخرين يرافقونه في رحلته العلاجية بالصين، تفاصيل وضعه هناك، إذ قالت لـ "العربي الجديد": "إنهم بعثوا بأكثر من خطاب إلى رئيس الحكومة أحمد بن دغر، ووزير الثقافة اليمنية، ووزير الخارجية، ولم يتم التجاوب معهم بشكل فعلي، وكل ما وصلهم هي الوعود حتى الآن".
وسبق أن تحدث الفنان، أيوب طارش، لـ"العربي الجديد"، يشكو فيه إهمال السلطات اليمنية لحالته، وهو الأمر الذي جعل رئيس الوزراء يتواصل معه عقب ذلك، ووعده بتحمل تكاليف علاجه، ولكن لم يحدث أي شي على أرض الواقع. وقال مصدر مقرب من الفنان: "رئيس الوزراء وجّه مبلغاً زهيداً بعد اتصاله بأيوب. ولكن المبلغ لا يغطي حتى نفقات إقامة الفنان في العاصمة الصينية بكين. وهو الأمر الذي تسبب باستياء كبير لدى الفنان، وحاول أن يعتذر عن استلام المبلغ الذي لا يصل إلى راتب شهري لأحد وزراء الحكومة الشرعية، والذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الصعبة".
المصدر أوضح، أيضاً، أنَّ الفنان أيوب أجرى بعض الفحوصات الطبية في الصين بمساعدة الجالية اليمنية هناك. ولكن تبيّن بأن وضعه يحتاج للسفر إلى ألمانيا مرة ثانية لإجراء عملية جراحية أخرى، خصوصاً أنه يعاني من أوجاع في العمود الفقري، وترهل في أعصاب اليد اليمنى والكتف. وسبق أن أجرى عملية في ألمانيا قبل عشر سنوات بمساهمة من رجال أعمال يمنيين.
وأكد المصدر أنهم بعثوا برسالة إلى وزير الخارجية اليمنية، خالد اليماني، وأبلغوه أن إقامة أيوب في الصين ستنتهي بعد أسبوع، ولا يستطيع العودة إلى اليمن، وهو بأمس الحاجة إلى تحرك الحكومة لاستخراج تأشيرة سفر له إلى ألمانيا، واعتماد منحة علاجية له، ولكن لم يتم الرد عليهم بشكل إيجابي حتى الآن. وقد تم إبلاغ وزير الخارجية والحكومة كذلك بالوضع الحقيقي لصحة الفنان أيوب في الخطاب، وطالبوا منهم بضرورة خضوع أيوب لبقية التدخلات الجراحية التي كان من المفترض أن تتم بعد 6 أشهر من علاجه السابق في ألمانيا، ولم يستطع العودة بسب الظروف المادية والتكاليف العالية لذلك. إذ كانت آخر محاولة له للسفر إلى ألمانيا العام الماضي عن طريق الأردن، ولم يتمكن كذلك من الذهاب لعدم حصوله على التأشيرة حينذاك، وعدم توفر الإمكانيات المادية، واضطر للعودة إلى اليمن.
ويعتبر الكثيرون أن الفنان أيوب طارش مدرسة فنية متكاملة، وخصوصاً أنه الفنان اليمني الوحيد الذي استطاع أن يجمع بين الموروث بتطويره وتحسينه، وأبدع في مختلف المجالات، إذ غنى للحب والوطن والأرض والإنسان وللمدن، قبل أن يتوجه نحو التصوف كقيمة روحية ثرية، فأبدع في أغان عديدة. "بالله عليك وامسافر"، هو اسم أول أغنية للفنان أيوب طارش خلال خمسينيات القرن الماضي، وهي التي أكسبت الفنان شهرة واسعة، قبل أن ينتقل إلى عدن ويستقر فيها لسنوات، ويغني عن الغربة، ويجبر المئات من اليمنيين على العودة إلى بلادهم. غادر عدن إلى القاهرة عام 1974 من أجل الدراسة في معهد الموسيقى العربية لمدة عامين.
المساهمون