نافذة سأطير منها

06 فبراير 2018
غسان غائب/ العراق
+ الخط -

شاعر يدير محل أقمشة، يقنع العجائز بأن:
الطيور المرسومة على الأقمشة تحلّق ليلا بعد إغلاق الدكان
هذه الورود المرسومة على الأقمشة تطرح عطرها ليلا
هذه الأشجار الممددة على القماش تطلق عصافيرها ليلا
الفراشات المرسومة على قماش الملابس الداخلية تطير ليلا
لتبحث عن نهد مشتعل تموت عليه
الحيوانات المسجونة بين حبيبات القطن مسالمة وتخرج ليلا
تستأنس بمصابيح البشر
البشر المدموغين على قماش الكتّان لا يشيخون
كمومياوات مصر الملفعة بالكتان
منذ عشر سنوات يزداد زبائني من العجائز
لم تكذبني إحداهن
بدأت أصدّق ما أرويه
أغلق باب الدكان مساء
أتلصص من ثقب الباب على الأقمشة
كيف تنفض عوالمها في العتمة
كيف تبدأ الكائنات بالقفز فوق الطاولات الخشبية
تتبارز بالمقصات
عشر سنوات وأنا أتأمل قطعة قماش مليئة بالفراشات السوداء
وعبثا أقنعها بالطيران.


■ ■ ■


نوافذ أكرهها:
نوافذ المستشفيات
نوافذ السجون
نوافذ القصور
نوافذ قلبي
نوافذ الشعراء.

نوافذ أحبها:
نوافذ البيوت القديمة
نوافذ عليها جرار ورد
نوافذ مكسرة
نافذة سأطير منها يوماً ما.


■ ■ ■


النعامة المزهوة بجناحين كبيرين عاطلين عن العمل
تهزأ بالسماء والعصافير
الطاووس المزهو بذيله الملون الذي لا يصلح لشيء
يهزأ بذيل حمامة سوداء تقسم السماء والريح من المنتصف
ديك الحبش السمين المغرور آخر ليلة في السنة
يهزأ بكل الطيور الطليقة الجائعة
الكلب المتخم المقيّد ينبح بثقة على كلب هزيل يمر صدفة
الكل يصدق أكاذيبه الخاصة.


* شاعر فلسطيني أردني مقيم في نيكاراغوا

المساهمون