ثِمارٌ غريبةٌ وحلوة في الحديقةِ الخلفيّة للمنزل، جرّبتها كُلّها، لا تُؤكل. الحديقة الأماميّة صغيرة تتّسعُ للورود فقط، زرَعنا وذَبلت بسبب مزراب المياه المكسور الذي يصبّ ماءً مائلاً.
ابتسامةٌ من بازلت سرقَتْها فرنسيّةٌ من كنيسةٍ قريبة وقالت هذه لكم، وضعناها قرب المرآة، صورةٌ شعاعيّة لجنينٍ لم يأتِ قُربَ لوحةٍ لا أحد يعرفُ صاحبها. الطاولة كانت خزانة صغيرة لم يستعملها أحد مرّة، الباب بلا مفاتيح.
الغرفةُ الداخلية كابوسُ هواءٍ يُطلّ على غرفتين، الخارجيّة فيها بابٌ بلا قيمة، الغرفة الصغيرة تحوي نجوماً بلاستيكية، نافذتان أخيرتان للصوت لا للضوء، لوحةٌ كبيرة في الصالون ترك فيها الجميع أشياءً لا يذكرونها.
*
لكنّي، كلّ صبحٍ، كنتُ أميّز، بين الحزنِ والزّعل.
الحزنُ لعبةٌ مكسورة، تُنسى.
الزّعلُ خدرٌ خفيفٌ مستمرٌّ، يَقتلُ: نَقطُ مياهٍ على جَبينْ.
*
لا يكبرُ الزّعلُ، لا يَصغرُ، لا يَموتُ، لا يَغارُ، لا يُثارُ، لا يَهدأُ، لا يَنامُ، لا يُشفى، لا يَشفي، لا يَعلَقُ، لا يَهربُ، لا يخافُ، لا يَتعلّقُ، لا يُنقلُ، لا يُحملُ، لا يذوبُ، لا يطيبُ، لا يصيرُ اسماً، لا يصيرُ وحشاً، لا يغيب.
*
الفارّون من وجهِ الحياة تُعاقِبهم، يَعيشون طويلاً، ببطء.
*
صرختُ، استطعتُ أن أصرخ، ثمّ، لَم يحدث شيء. لا جديد. المحطّةُ ذاتها ستحملُ دائماً ذات المسافرين، التذكرة دائماً ستنتهي بعد دقائق، ودائماً، القطار القادم لن يُناسبك، القرارات مهما تباينت متشابهة، لا وجهةَ أبعد، المسافةُ داخلك، كل ما هو خارجها وهمٌ اسمهُ الوقت.
*
أنتَ أيضاً، بكلّ ما فيك، كُلّكَ، وهمٌ اسمهُ الوقت.
* شاعر من سورية