كان الرجل المجدليني مباغَتاً بالحضور الطاغي لهذا العدد الكبير من الأشياء التي لا تستدعي أشكالُها ولا مادتها أي شيء في ذاكرته. مادّة بلا رائحة، صلبة مَرّة وأخرى ليّنة؛ بيْدَ أن ليونتها تختلف كثيراً عن ليونة جلد الحيوان، أو بعض أجزاء النبات.
في فمي تموت الكلمات من البرد/ وفي غرف صوتي الكبيرة الخاوية/ بياض الروابي المذرّى/ لا أحد يعي/ مصير الألوان بعد غياب الأعين./ أعتبر حياتي كسرة خبز/ هي المائة غرام التي يحصل عليها أسير الحرب/ وغالباً ما أظلّ جائعاً.