تخافت صوت الشعب ووصوله إلى مرحلة من الإستكانة والخنوع، جعله يظهر بهذا الضعف الذي جعل منه لقمة للموت ووسيلة سهلة للإفتراس دون أن يحاول الخروج لمنع عبثية السياسيين، والأنظمة التي تحكمها، بل ظلّ رهينًا للموت من دون أن يحدّد مصيره.
بات الملل يطوّق حناجرنا، لو بقينا من دون محادثة، لم كره كل منا الآخر، لم عرفنا نيات بعضنا، لما تسلّق الصمت في خاطري، فأنا لم أعد أحفظ الكلمات، أريد أن أنسى ما امتلكت منها مذ طفولتي.
كلّ مايحتاجه العرب للخروج من هذه الصورة القديمة البالية العرض، أن يفهم هؤلاء أنّ العالم اليوم ليس نسخة الماضي التي تشغل عقولهم وتذيب خلايا التفكير لديهم، لكي يفكروا بالحاضر ويخرجوا من عقلية الاستبداد والتعنّت وممارسة الديكتاتورية على من يخالفونهم الرأي.
كم نحزن من الأعماق حقًا، عندما نفقد أحدهم، ليتهم يعلمون بجراحنا قبل أن يقرروا رحيلهم عنا، ففي موتك قد تسدي جرحًا خصيصًا لغائب، كم تنهكنا لحظات الفراق، كم تزهق أرواحنا دون ذنب، الحرب، الحطب البشري الذي لا ينتهي..
وصول الأنظمة العربية إلى مرحلة من التوريث السلطوي، وتخوّف الشعوب من نتائج تلك الظاهرة، عجلت كثيراً في موت تلك الأنظمة، لكنها زادت الأمر سوءاً، وأنتجت هذا الكم الهائل من الدمار والخراب.
ليس من الغريب أن تنفذ الدول العظمى سياساتها على دول عربيةٍ، تجهل ما يدور من حولها، ولا تعلم ما موقعها في هذا الكوكب، فعلى مدى بعيد ورؤساء الدول العربية يخوضون نقاشاتٍ عقيمة، ولم يستطيعوا تحقيق حلمٍ واحد للمواطن العربي.