ست سنوات، والرئيس محمد مرسي يرسل بالرسالة تلو الرسالة بأن حياته في خطر، وأن الطعام الذي يقدمونه له غير آمن، وأنه محروم من الدواء والعرض على الأطباء، حتى اليوم الأخير، اليوم الذي أعلن فيه عن الحقيبة السوداء، فكان أن استشهد!
حركة الوعي المتراكمة والمتنقلة بين الشعوب العربية في صمت كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لهي إيذان بفجر ثوري جديد، واجتياح شامل وعودة كبيرة لأصول البناء الحضاري الواعي، والمبني على هوية واضحة وثقافة متجذّرة.
أظهرت القمتان، العربية والإسلامية، في مكة الشروخ الخطيرة في الصف العربي، وعرّت حالة الضعف والانقسام، ما ساهم في صدور خطاب هادئ تجاه الجانب الإيراني، لن ينبني عليه أي فعل، وخطاب رديء تجاه فلسطين، لا يتناسب مع حجم الشرق الإسلامي.
يعتبر الشعب المصري من أكثر الشعوب احتفاءً وتميزاً في استقبال رمضان وقضاء لياليه. هي عاداتٌ يتوارثونها جيلاً بعد جيل، تتأصل وتزداد بريقاً كلما مرّ عليها الزمان.
أدركت النخبة الثورية في مصر، ولو نظريا، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، أن الشعب إن لم يكن ظهيرا لأي حراك، فهو محكوم بالفشل، فلن تستطيع فئة وحدها أن تنفرد بتحرير البلاد، أو تنوب عن الشعب في مهمته في انتزاع حريته.
حاولت استجماع ما تبقّى لديّ من قوة، حتى أبثّه إياها، فوجدتني، رغماً عني، ألتمسها منه. ذلك الطفل ـ الرجل، قلت له: حين تسير على قدميك بإذن الله، سوف آخذك في رحلة نيلية، ترى النيل، والهرم، والقلعة، والمتحف.