يمكننا القول إن الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يُحسب للثقافة في السعودية هذا العام هو غياب فتوى سجن واستباحة مثقف أو كاتب، على غرار ما حدث مع الشاعر والكاتب حمزة كشغري عام 2012، والروائي تركي الحمد في العام نفسه.
ما الذي أغرى عبد الرحمن منيف بخلع ماضيه المهني في مجالَي النفط والسياسة، ليختار الجلوس على رصيف المنفى ويكد مع مُشرّدي الكتابة؟ لا أحد يعلم بالضبط، لكن منيف يقول إنها خيبة العمل السياسي، ورغبة "البحث عن أشكال جديدة لمواجهة العالم".
ننظر إلى عينيكِ بقلق، وتشيحين بوجهكِ إلى البحر/ ولا نعرفُ كم مرة أخرى ستغفرين/ قبل أن تعيدي لنا القصائد وأكياس الأرز ولفائف الضماد/ المكدّسة في الملاجئ/ وتغلقين قلبكِ - المعبر الوحيد الذي لا زال يربطنا بكِ - بلا رجعة.
ربّما لستُ نبيلة بما يكفي لأكتب، أو أنني حالمة أكثر مما ينبغي، أو متطلّبة أكثر مما يتطلّبه الموقف. ولست أعرف، ربما بعد عقود من الآن، سيكون لديّ عمود صحفي أمضغ فيه كلامًا مكرّراً، أو حديقة مليئة بأشتال الطماطم!
لا تعاني السعودية من قسوة المناخ الصحراويّ وحسب، فالفنون المرئية والسمعية تكاد تكون معدومة الحضور في مدنها؛ لا قاعات للسينما، ولا وجود للمسرح، ولا للرقص، أو للحفلات الغنائية، ومعارض الفنون شحيحة... أما الوفرة المادّية فتزيد من فداحة فقرها الفنّي.
لم يثر خبر إغلاق جناح "الشبكة العربية للأبحاث" في معرض الرياض للكتاب، ثم لاحقًا في "معرض أبو ظبي" قبل أيام، ردة فعل أو شجب توازي أهمية ودلالات هذا المنع وتداعياته. الكتاب العربي مشنوقاً وسط غبطة جماهير مشغولة بالتسوّق.