غرقك في البلاغة القديمة وانعدام محاولاتك فهمَ بلاغة الشارع، وهو يعيش لحظته ويُعبّر عنها، جعلاك لا ترافقه قبل أن يتحرّك وأثناء تحرّكه وبعد أن تحرّك. وإن رافقتَ، فبأسلوب قديم لا يتبنّاه هذا الشارع، لعدم انسجامه مع منطقه الجديد والمبتكر.
في كتابه الجديد، يدعو الناقد بن علي لونيس إلى قراءة روايات محمد ديب الأخيرة التي ظلت بمنأى عن الدراسة، خصوصاً "الأميرة المورسكية". رواية ترصد من خلال قصة فتاة؛ ما يعيشه أبناء المهاجرين المغاربيين من ازدواجية في الانتماء.
يعتقد الناس هنا أن مدينتهم كانت حاضرة مشعة بالعلوم والفنون حين كانت فاس قرية، ولا يجدون حرجاً، رغم ذوبانهم التام في خيارات المغرب المعاصر، في القول إنها تدفع ضريبة كونها كانت مستقلة ذاتياً عن مملكة فاس في القرن الخامس عشر.
لا زلت أحب يوم الأربعاء، ففيه "ساعة أم كلثوم" في الإذاعة الوطنية. أسوق الشياه بعناية إلى الحلب، أراجع دروسي على قنديل الغاز، أضع إناء الماء عند رأس أبي، وفي الحقيقة أطمئن أنه نام، حتى أنساه وأتحول إلى أذن تسمع الست.
يتموقع الشاعر المغربي مراد القادري في مقام لغوي يحافظ فيه على خصوصيات القاموس الشعبي، مستعيناً بتقنيات الكتابة المعاصرة. هكذا، يلتفت صاحب "طير الله" إلى الأشياء الصغيرة في حياته؛ فبرأيه، يفقد الإنسان ملذاتٍ كثيرة حين يبرمج انتباهاته على القضايا الكبرى فقط.
ما تزال اللغة العربية تدافع عن حضورها في الجزائر في مواجهة مع طغيان اللغة الفرنسية، على الرغم من أن الدستور في البلاد يقرّ صراحة بأن العربية هي اللغة الرسمية، وعدم توقف السلطة منذ السبعينيات عن سياسة التعريب.
عودة المخرج الجزائري لخضر حمينة بفيلم جديد، حدثٌ بذاته. عمل يخوض في ثورة التحرير، ويضيف إلى إدانة جرائم فرنسا أبعاداً أخرى، منها الاحتفاء بمساندي المسألة الجزائرية من الفرنسيين أنفسهم، ونقد حالة الاستقلال الوطني الذي بقي، حسب رأيه، ناقصاً.
أعلنت إنعام كجه جي عن نفسها روائيةً في وقت متأخر. ولولا الخراب الذي حل ببلدها، العراق، لما كتبت نصاً سردياً، ولا غادرت العمل الصحافي، علماً أنها ترى أن الحقلين الكتابيين يشتركان في هاجس واحد؛ الاقتراب من نبض الحياة ورصد تفاصيلها.
رحل، أمس، الكاتب والمفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب بعد صراع مع المرض. ولد المؤدب في محيطٍ تونسي يتهيأ لانتزاع استقلاله عن الحماية الفرنسية. ورغم أنه كتب باللغة بالفرنسية، إلا أنه اتبع مساراً فكرياً لم ينقطع عن جذور مفرداته الثقافية الأصيلة.
تستمر فعاليات مهرجان "أصوات حيّة" في مدينة سيت الفرنسية، بمشاركة عدد من الشعراء العرب، وبعد أسبوع طغت عليه أجواء العدوان على غزة. المهرجان بات يعقد في عدة مدن متوسطية إلى جانب "سيت"، ويتميّز باحتفاليته وتوظيفه للحيّز العام.