أسامة جاد

لا تزال سمة العصر الرئيسية هي المركزية الغربية، في العلوم والسياسة والاقتصاد وكل شيء تقريباً. لكن ثمة متغيّرات بدأت تخلخل هذه المركزية، ربما هو الانتقال من عصر المطبوع إلى عصر الرقمنة، أو تصدّع الأرضية الثقافية التي يرتكز عليها الغرب.

عن طريق نقل علوم الهنود واليونانيين إلى اللغة العربية، بنى العرب في العصر العباسي نهضتهم العلمية. وفي العصر الحديث، حاولوا بناء نهضة جديدة بنقل العلوم عن الفرنسيين والإنجليز، لكنهم تركوا لغتهم وتعلموا العلوم بلغات أجنبية.

أخطاء جمّة وقع فيها القائمون على "المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط" في مكتبة الإسكندرية. خلط بين بديهيات وخلو من أبسط قواعد التصنيف الأثري. ليس هذا المقال سوى تعبير عن الذعر من متخصّص هاله ما رأى من علم كاذب في المشروع.

بأسلوب بانورامي تشريحي، واطلاع واضح على التراثين اليوناني والروماني؛ يحاجج الباحث في كتابه الجديد "العالم قبل وبعد محمد" الرؤية الأوروبية المغالِطة للتاريخ، وخاصة لموقع الإسلام دينياً وثقافياً في مسيرة هذا التاريخ، مقوِّضاً القواعد الفكرية التي بُنيت عليها النظرة الغربية.