ها أنا أتحدّث عن نفسي، عن بؤسي، إليك، الشخص الوحيد الذي ربما، كشفت الغشاوة عن عينيه ليراني، الصديق الذي ينظر إليّ بأقلّ مقدار من الحياء، أعتذر عن هذا الفيض من العواطف، الذي لن أحتاجه بعد الآن.
إن عددًا كبيرًا من المقيمين في المصح، أي المجانين وفق التعبير الرسمي، تم احتجازهم بصورة اعتباطيّة. ونحن نعترِض على أي تدخّل بالتطور الحرّ للهذيان، فهو طبيعي ومنطقيّ كشكل من أشكال تطور الأفكار والأفعال الإنسانيّة.
تَعِب الجمهور وخفت حماسته، ولم يفهم سبب موت البطل. الممثلون أصرّوا على هذه النهاية، لكن لدي نسخة أخرى بنهاية مختلفة. الجمهور ينادي على الممثلين ويناديني، ومن بين النداءات أسمع هسهسة تغطيها أصوات التصفيق ووقع الأقدام الصاخب على الأرض.
شعرت أنني فعليًا أفقد أعقلي، وأحيانًا تأتيني نوبات من الدوار أتمسك إثرها بالمكتب لأن كل ما حولي يدور. روحي العجوز ببساطة تقول لي: لا لا مزيد من هذا أرجوك! أريد المزيد من الوقت كي أكتب، أحتاج إلى الرسائل كي أتحرر...
أقسم للماركيز دي ساد، عشيقي، أني لن أكون إلّا له، وأني لن أتزوج أو أمنح نفسي لأي أحد، وأني سأبقى مخلصة له طوال ما تجري في عروقي هذه الدماء التي ختمت بها هذا القسم. أُضحيّ بحياتي لأجله، وحبيّ ومشاعري...