ما السوء الذي يوجهه الشباب التونسي إلى بلاده إذا انتقد وضعاً ما؟ لماذا تتجاوز السلطة كلّ الأساسيات القانونية والتشريعية والأخلاقية، لتمارس ضغطها كلّما عبّر أحد الشباب عن قلقه أو نقده أو طرح بعضاً من تساؤلاته المشروعة؟ هنا إطلالة على أحوال تونس اليوم.
في التجربة السياسية التونسية، لم يسلم الناس من اتهامهم بالسذاجة والغباء، من قبل تيارات سياسية مختلفة، للنتائج السلبية التي تحصل عليها تلك التيارات في كلّ انتخابات، الأمر الذي يجعلنا بمواجهة سؤال: هل يمكن أن نُخضع الفعل الجماعي للمحاسبة العقلية؟
أثارت حادثة انتحار أحد الصحافيين منذ أيام، في محافظة القصرين، بالجنوب التونسي، موجة استياء لدى الشباب، واحتجاجات واضطرابات حادة في بعض المناطق، تنديدا بالوضعَين الاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه الشباب، خاصة في السنوات الأخيرة..
هذه الأيام نعيش أسوأ أيامنا في تونس، انقطاع لبعض أنواع الأدوية، وللمواد الأساسية كالحليب، مع غلاء للأسعار وخيارات اقتصادية تسير نحو مزيد من الاقتراض، وتدهور قيمة الدينار، وضعنا لا يُحسد عليه والأصعب من ذلك أننا عاجزون.