"بيروت مدينتي": نحن الناس

28 ابريل 2016
(من صفحة الحملة على فيسبوك)
+ الخط -

في مغناة شعرية كتبها الشاعر الراحل محمد العبدالله، يقول "شوارع المدينة مش لحدا.. شوارع المدينة لكل الناس.. نحنا الناس.. نحنا شجر الشوارع.. نحنا حكايا الرصيف..". القصيدة التي ذاع صيتها بعد أن غنّاها أحمد قعبور، والذي يحضر اليوم مرشّحاً للمجلس البلدي لمدينة بيروت على لائحة "بيروت مدينتي"، تعبّر، بشكل أو بآخر، عن جوهر وطبيعة البرنامج الذي تحمله اللائحة.

في سابقة قد تكون الأولى في تاريخ الانتخابات البلدية في بيروت، تحضر لائحة جلّ أعضائها من الشباب الذين قرروا أن يخوضوا تحدّياً في وجه سلطة المحاصصة المافيوية التي استباحت بيروت ونهبت المال العام.

ويعود الفضل لهؤلاء في استعادة المعركة الديمقراطية ودفعها إلى الصناديق الانتخابية صباح الثامن من أيار/ مايو المقبل، بعد فترة ركود سبقتها صحوة شعبية، شكّل فيها الشباب الخارجون من الأطر السياسية والحزبية والطائفية الضيقة النواة الأولى لفضح السلطة وتعرية المشاركين فيها من نواب ووزراء أسسوا لعهد الفساد في حكومات ما بعد الطائفية.

ما يميّز "بيروت مدينتي" هو التنوّع الذي جمع رجالاً ونساء من مختلف الأعمار والوظائف والطبقات الاجتماعية في لائحة واحدة تحمل برنامجاً واضحاً تأتي في مقدمة النقاط التي يتبناها السعي نحو تنمية مستدامة تستمدّ مفاعيلها من التواصل المباشر مع الناس والاحتكاك بشارع أهمله "بيارتة السياسة"؛ فحوّلوا بيروت إلى مدينة احتكارية يختصرها وسطها الاقتصادي/ الإداري والسياحي على حساب البحر والرصيف والحدائق العامة.

على أنّ اللائحة التي بدأت تستقطب صوت الناخب البيروتي بعد الدعم الكبير الذي وفّرته شبكة من الناشطين التكنوقراط في المجتمع المدني (غير الحزبي) على وسائل التواصل الاجتماعي، تواجه تحدّياً من نوع آخر قد يكون في شكله الظاهري معركة إثبات وجود في وجه محدلة الحريرية السياسية المدعومة من كافة الأحزاب السياسية، وقد تكون مقدّمة لإفلات الشارع البيروتي واللبناني من قبضة الزعامات السياسية المهيمنة والمحاصصة الطائفية.

اختارت "بيروت مدينتي" المباشرةَ فوراً في اجتراح النقاش في حديقة السيوفي في الأشرفية، كمساحة حوار حر تعبّر فيه المكونات الشعبية عن تطلعاتها ومطالبها ووجعها، ولذلك حضر مرشحون عن الحملة واستمعوا إلى أهالي الأحياء البيروتية ومشاكلهم التي تتناول أزمة النفايات وارتفاع أسعار الشقق وانعدام المياه النظيفة.

تقول لمى، إحدى المشاركات في حلقات النقاش "ما يدفعني إلى انتخاب هذه اللائحة هو سعيها الحقيقي إلى تأمين تمثيل أفضل للنسيج الاجتماعي المتنوع الذي تتمتع به عاصمتنا، لا سيما تمثيل المجموعات الصامتة والمهمشة".

ويضيف طوني "نحن الشباب يهمنا اليوم أن تنتصر تلك الأسماء لأنها تهتم بالعنصر الشبابي الذي أهملته ديناصورات السياسة، كما تركّز على تعزيز مشاركة النساء في الحياة الإدارية والشأن العام، فضلاً عن تنوع المرشحين الاجتماعي-الاقتصادي؛ فنرى الفنان والمهندس والطبيب والصياد والمعلم..".

ولأن بيروت مدينة لكل الناس لا البيارتة حصراً، للبنانيين والعرب والعجم وأسراب البجع والقطط الشاردة، ولأنّ شوارعها شرايين شعبية تمتدّ بين البسطة والخندق الغميق وراس النبع وراس بيروت، لأن هؤلاء "أبناء البلد" يحملون هموم الناس ويدافعون عن الحقوق المدنية والسياسية المسلوبة، لأنهم متحررون من سطوة المليشيات والطوائف، ولأنهم واعون تجاه مخاطر انقراض الحياة من بحر وهواء ومتنفّس عام، هم سبّاقون إلى المبادرة وعليهم يعقد جيل آماله من أجل مدينتهم، مدينتنا.

(بيروت)

دلالات
المساهمون