علمانيون أردنيون يطالبون بحرية "الإفطار"

19 يونيو 2015
احترم حقي بأن أعيش كما أريد (مواقع التواصل)
+ الخط -
يبدو أن رمضان هذا العام في الأردن سيكون حارا حارقا ليس بارتفاع درجات حرارة الشمس الأردنية فحسب، بل بحرارة الاشتعال الذي تفجر على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، والذي لا يشي بخير ولو على الصعيد الافتراضي.

فبحركة مباغتة لم تكن على البال ولا على الخاطر توسطت حملة على صفحات فيسبوك الأردني منذ أيام تحمل رسالة صادمة مكتوبة من عنوان هذه الحملة التي تقول: "كما لك الحق أن تصوم احترم حقي بأن أعيش كما أريد، بتوقيع من مطلقي الصفحة الذين أسموا أنفسهم: "الحركة العلمانية في الأردن".


وجاء في دعوة الصفحة التي أشعلت وتيرا حارقا لدى فيسبوكيين: "اقترب شهر رمضان و بدأت تخرج التهديدات عبر وسائل الإعلام المختلفة للمواطنين الذين يمارسون حياتهم دون تغيير في هذا الشهر، فهناك شريحة واسعة من الناس لا يعني لها هذا الشهر شيئا، إما عن غير اقتناع أو أنهم من غير دين أو ربما لهم ظروفهم الخاصة.

وهنا تبدأ كما كل عام حالة الهستيريا غير المبررة و غير الدستورية بعقاب جماعي للمجتمع بغرامات مالية و سجن و دفع أموال طائلة لمحال بيع المشروبات الكحولية في حال فتح في هذا الشهر.

نحن لا نقول أننا نريد أن نفتتح مهرجان المأكولات المجانية في شهر رمضان في وقت الصيام وإجبار الناس على الإفطار فقط نريد أن نعيش حياتنا بشكلها الطبيعي. وأيضا لا نريد هذا النمط المتخلف من الوصاية على المجتمع الذي عفى عليه الزمن و هو في الأصل مخالف للدستور و للدين نفسه".
جاءت الحملة على خلفية خروج رجال دين في محافظات أردنية لاسيما محافظة إربد شمال الأردن أعلنوا كما هو حال كل شهر رمضان أنهم سيتصيدون لكل من تسول له نفسه بأن يجهر بإفطاره في نهار رمضان.

اللافت في هذه الحملة أنها لم تكتف بالتعبير عن استنكارها لهذه التهديدات فقط بل جاهرت أيضا بعبارات تعد الى حد ما غير مألوفة على المجتمع الأردني وان كان تطلق سابق في الخفاء.

فالحملة تحدثت بعبارات صريحة عما يشي بأن هناك أردنيون "لا دينيين" وهو أمر غير متعارف على البوح به علنا في الأردن لاسيّما على صفحات المواقع الاجتماعي، كما جاهرت أيضا أن هناك أشخاص لا يعنيهم شهر رمضان بشيء وجزموا بأن هذا النمط المجابه لتوجهاتهم مخالف للدستور و للدين نفسه، فضلا عن طرح أنفسهم بالحركة العلمانية في الأردن علنا.

وفور إطلاق الحركة العلمانية هذه الحملة أطلقت حملة مضادة على الفيسبوك تطالب بمناهضتهم من قبل مجموعة من المواطنين الذين نشروا على صفحة الحملة: "بعد أن قامت الحركة العلمانية في الاردن بالترويج للإفطار العلني في رمضان بحجة الحرية الشخصية، قمنا بدعوة هذه الحركة العلمانية إلى مناظرة عامة للرد على دعوتهم هذه، مع علمنا بأنهم ليسوا أهلا لقبول المناظرة.

خاصة بعد التجاوب الملفت من الناس ودعمهم لفكرة المناظرة، وتشكيلهم ضغط على هذه المجموعة من المفسدين للقبول بالمناظرة العلنية. قامت الحركة العلمانية اليوم صباحا بشطب منشورنا الذي دعوناهم فيه للمناظرة على (الايفنت الخاص بهم) بعد ان تم إحراجهم وكشف ضحالتهم الفكرية امام الناس. نقول لهم أيها الفارغون أين هي دعوتكم إلى الحريات والرأي والرأي الآخر والتعددية التي صدعتم بها رؤوسنا؟!، أنتم أول من ينقلب على أفكاركم هذه: الحرية الشخصية والرأي والرأي الآخر والتعددية، ونذكركم بأن دعوتنا للمناظرة مازالت قائمة".

ومن المتوقع أن تبقى نيران الفيسبوك مشتعلة على خلفية هذه الحملة طوال هذه الأيام ربما أقل مما ستكون عليه عند حلول شهر رمضان.

(الأردن)
دلالات
المساهمون