سهّلت هولندا كثيرا من ظروف الاندماج لكثير من الجاليات المتواجدة على أراضيها، واستطعنا أن نرى روائيين وشعراء، كعبد القادر بنعلي يكتبون باللغة الهولندية ويفوزون بجوائز أدبية مرموقة (كجائزة "ليبريس" وتقدر قيمتها بـ 50 ألف يورو) ومحمد بن زكور وآخَرين كثيرين ويتم اعتبارهم هولنديين كغيرهم، خلافا لما نراه في فرنسا، التي لا تزال تضع من يكتب باللغة الفرنسية من فرنسييها المنحدرين من العالم العربي وباقي المستعمرات السابقة ضمن الأدب الفرنكوفوني. كما استطعنا رؤية سياسيين أيضا، من أصول عربية وإسلامية، ومن بينهم أحمد بوطالب، وهو من أصول مغربية (ريف المغرب) عمدة مدينة روتردام، عن حزب العمال (اليساري)، وكان قبلها سكرتير الدولة للشؤون الاجتماعية والتشغيل، وقد انتخب "شخصية السنة في هولندا" سنة 2014.
وقبله عرف الهولنديون شخصية محمد الربّاع، وهو من أصول مغربية (هرب من بلاده سنة 1966)، ويعتبر قائدا تاريخيا لكل نضالات العمال الأجانب في هولندا، وأصبح مديرا للمركز الهولندي للأجانب، ثم نائبا برلمانيا عن حزب اليسار الأخضر. ولكن محمد الربّاع، وخلافا لأحمد بو طالب (الذي "خيَّرَ" غير ما مرة الجالية العربية الإسلامية بين الاندماج وبين المغادرة)، لم يتنكر أبدا للجالية العربية إسلامية.
كما أن بلجيكا، القريبة سياسيا ولغويا من هولاندا، أنجبت وجوها وقامات مهمة منبثقة من الجالية العربية الإسلامية، لعلّ من أشهرها وزيرة الثقافة البلجيكية فضيلة لعنان، ذات الأصول المغربية الريفية، التي عينت سنة 2004 وزيرة للثقافة، والتي أفحمت ملك بلجيكا حين رحّب بها، مرّة، في لقاء، باعتبارها مغربية، فقالت له: "أنا وزيرة الثقافة في مملكة بلجيكا".
وآخر الغيث يتمثل في السيدة زكيّة الخطابي، وهي من مواليد بلجيكا سنة 1976، والتي انتُخبت، قبل أيام، لإدارة حزب الخضر البيئوي (إيكولو) في بلجيكا بصحبة باتريك دوبرييز، بنسبة تصل إلى الستيّن في المائة من المقترعين في الدورة الأولى. والجدير بالذكر أن زكية الخطابي كانت نائبة برلمانية فيدرالية، وهي من أصول مغربية ريفية.
وإذا ما عدنا إلى فرنسا فإن الأمر يختلف، بشكل جوهري، لأنه من النادر أن تجد قياديا في حزب سياسي فرنسي من أصول عربية وإسلامية، عدا الأحزاب المسلمة، وهي غير مؤثرة، في الوقت الراهن.
وأما أسماء الوزيرات والوزراء من أصول عربية وإسلامية في حكومات فرنسية، يمينية ويسارية، فكان الغرض الرئيسي منها، ولا يزال، هو مُغازلةُ الناخب الفرنسي من أصول عربية وإسلامية، الذي أصبح مهما وحاسما في كثير من الأحيان (انتخاب المرشح فرانسوا هولاندا، سنة 2012). ومن هنا يأتي استوزار عزيز بقاق ورشيدة داتي وفضيلة عمارة وأخيرا نجاة فالو بلقاسم، التي تنحدر من نفس القرية الريفية التي ولد فيها الروائي محمد شكري صاحب "الخبز الحافي".
وقبله عرف الهولنديون شخصية محمد الربّاع، وهو من أصول مغربية (هرب من بلاده سنة 1966)، ويعتبر قائدا تاريخيا لكل نضالات العمال الأجانب في هولندا، وأصبح مديرا للمركز الهولندي للأجانب، ثم نائبا برلمانيا عن حزب اليسار الأخضر. ولكن محمد الربّاع، وخلافا لأحمد بو طالب (الذي "خيَّرَ" غير ما مرة الجالية العربية الإسلامية بين الاندماج وبين المغادرة)، لم يتنكر أبدا للجالية العربية إسلامية.
كما أن بلجيكا، القريبة سياسيا ولغويا من هولاندا، أنجبت وجوها وقامات مهمة منبثقة من الجالية العربية الإسلامية، لعلّ من أشهرها وزيرة الثقافة البلجيكية فضيلة لعنان، ذات الأصول المغربية الريفية، التي عينت سنة 2004 وزيرة للثقافة، والتي أفحمت ملك بلجيكا حين رحّب بها، مرّة، في لقاء، باعتبارها مغربية، فقالت له: "أنا وزيرة الثقافة في مملكة بلجيكا".
وآخر الغيث يتمثل في السيدة زكيّة الخطابي، وهي من مواليد بلجيكا سنة 1976، والتي انتُخبت، قبل أيام، لإدارة حزب الخضر البيئوي (إيكولو) في بلجيكا بصحبة باتريك دوبرييز، بنسبة تصل إلى الستيّن في المائة من المقترعين في الدورة الأولى. والجدير بالذكر أن زكية الخطابي كانت نائبة برلمانية فيدرالية، وهي من أصول مغربية ريفية.
وإذا ما عدنا إلى فرنسا فإن الأمر يختلف، بشكل جوهري، لأنه من النادر أن تجد قياديا في حزب سياسي فرنسي من أصول عربية وإسلامية، عدا الأحزاب المسلمة، وهي غير مؤثرة، في الوقت الراهن.
وأما أسماء الوزيرات والوزراء من أصول عربية وإسلامية في حكومات فرنسية، يمينية ويسارية، فكان الغرض الرئيسي منها، ولا يزال، هو مُغازلةُ الناخب الفرنسي من أصول عربية وإسلامية، الذي أصبح مهما وحاسما في كثير من الأحيان (انتخاب المرشح فرانسوا هولاندا، سنة 2012). ومن هنا يأتي استوزار عزيز بقاق ورشيدة داتي وفضيلة عمارة وأخيرا نجاة فالو بلقاسم، التي تنحدر من نفس القرية الريفية التي ولد فيها الروائي محمد شكري صاحب "الخبز الحافي".