تكنولوجيا الحوسبة السحابية

22 ابريل 2015
الحوسبة السحابية تسهّل على الفرد إدارة ملفاته (GETTY)
+ الخط -
تعتبر الحوسبة السحابية أحد أهم مظاهر التطور التكنولوجي التي ظهرت في السنوات الأخيرة، حيث تشير إلى تقدم كبير في شبكة الإنترنت، بما يمكّن من تحسين الاستخدامات المعلوماتية وتعزيز القدرات المعرفية على جميع الأصعدة. فهي تمتلك القدرة على تقديم خدمة متنوعة في أي زمان ومكان، معتمدة في ذلك على بنية تحتية متينة من التطبيقات والعمليات التجارية.

تشكل الحوسبة السحابية مجموعة من الأدوات والآليات التي تسهّل على الفرد إدارة ملفاته عبر نظام تشغيلي محكم وبرامج على شبكة الإنترنت، فهي ذاك النموذج الحاسوبي الذي يقوم بتعيين الأدوار لمجموعة من الاتصالات والبرمجيات والخدمات التي يتم اللجوء إليها من خلال شبكة الإنترنت.

وفي سياق متصل، تحتاج المؤسسات الاقتصادية والتجارية لأجهزة وأنظمة معلوماتية لرصد المعلومات، تخزين البيانات، تنقيتها وتحليلها بغرض عرضها واستخدامها للحصول على ميّزات تنافسية ورصيد استراتيجي، ولذلك، يتوجّب على هذه المؤسسات استعمال تقنية الحوسبة السحابية للتغلب على عقبات المزامنة ودرجة الكفاءة.

وعلى هذا النحو، تتجلى إمكانات الحوسبة السحابية في عدة عناصر، فخدمة الحوسبة السحابية تسمح للمستخدم بالوصول إلى جميع تطبيقاته وخدماته بشكل سهل، لأن المعلومات ليست مخزّنة على الأقراص الصلبة بل على برامج محددة، كما أنها تخفض التكاليف على المؤسسات الإدارية والاقتصادية، فأصبح كل جهاز حاسوب كيفما كان نوعه قادراً على الوصول للخدمات السحابية، كتحرير المستندات، تخزين البيانات والملفات وإرسال الصور، وهو ما يجنّب المؤسسات اقتناء أجهزة الحاسوب باهضة الثمن التي توفر السرعة ومساحة كبيرة للقرص الصلب. إضافة إلى ذلك، تتفادى تلك المؤسسات شراء المخدمات التي تقدم خدمات البريد الإلكتروني والوحدات التخزينية الضخمة الناسخة للبيانات والمعلومات.

وعلى هذا الأساس، تضمن الحوسبة السحابية عمل الخدمات بدون توقف، فنجد أن المؤسسة المسؤولة عن التخزين السحابي تلتزم بالعمل بشكل مستمر وتحفظ المعلومات المخزّنة في أكثر من مخدم واحد لتأمينها مع القيام بإجراءات الصيانة والإصلاح لمواجهة الأعطال باستعجال، ما يوفر الوقت والكلفة. علاوة على كل ما سبق، تفيد الحوسبة السحابية في استخدام البنى التحتية للقيام بالاختبارات والتجارب العلمية، فإمكانية التواصل واستخدام سحابات المؤسسات الكبرى تتيح الفرصة للقيام بهذه العمليات في وقت قصير.

في المقابل، تبرز عدة تحديات أمام انتشار الحوسبة السحابية، تتجلى في الأداء، خاصة عندما يتعلّق الأمر ببعض التطبيقات الموجهة نحو المعاملات وغيرها من تطبيقات البيانات، التي تعاني من التأخر في الوصول إلى المستخدم، إضافة إلى أن معظم التطبيقات السحابية لم تصل بعد إلى مستوى تطبيقات سطح المكتب التقليدية، وحتى الآن لم تصل تطبيقات تحرير الصور عبر الويب إلى مستويات تضاهي مثلاً تطبيق فوتوشوب التقليدي، ولم تصل تطبيقات تحرير المستندات عبر الويب إلى مستوى مايكروسوفت أوفيس.

وعلى هذا المنوال، يتزايد تحدي الأمن المعلوماتي والخصوصية في التعاطي مع الحوسبة السحابية، فالاختراقات المتزايدة بمثابة تهديد حقيقي يحمل مخاوف عديدة تهم الحصول على معلومات المستخدمين والاستفادة منها عبر البيع أو الابتزاز، كما نسجل الشعور بالقلق عند مستخدمي الحوسبة السحابية لأن المؤسسات التي تديرها تسيطر بشكل كامل على المنصات المعلوماتية، الأمر الذي يعتبر تجاوزاً على خصوصية الأفراد. وبوجه عام، فما زالت الحوسبة السحابية تفتقد إلى الموثوقية، خاصة مع تفاقم الأعطاب بسبب القرصنة الإلكترونية وضعف شبكة الإنترنت في بعض الجهات من العالم.

ختاماً، وجب التأكيد على أن الحوسبة السحابية هي مستقبل تطور الإنترنت، فقد أصبحت تياراً رئيساً للخدمات وأهم الاتجاهات التقنية التي تحتوي على مقدرات مرنة، تساعد على تكثيف التطبيقات المغرية للمستعملين والتي ترضي حاجياتهم الخاصة، ما يستلزم المزيد من الجهود لتبسيط الاستعمال ونشر الاستهلاك.

(باحث وأكاديمي مغربي)

إقرأ أيضا: خطط أردنيّة لدعم المشاريع في الاقتصاد المحلي
المساهمون