الكويت تستثمر 10 ملايين دولار سنويّاً في قطاع الترفيه

31 مارس 2015
الكويت من أبرز الدول التي تُعنى بالترفيه(ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
يعيش في الكويت 4 ملايين شخص، من بينهم 2.8 مليون وافد، يقضون أوقات فراغهم وعطلهم الأسبوعية في الحدائق العامة والمدن الترفيهية والنوادي الرياضية والعائلية. ويشهد قطاع الترفيه استثمارات عالية من 10 شركات تعمل عبر 35 فرعاً منتشراً في جميع مناطق الكويت، وتستثمر سنوياً نحو 7 ملايين دولار على تطوير مرافقها، حيث تحقق مبيعات تصل إلى 10 ملايين دولار سنوياً.


وتستقطب المدن الترفيهية في الكويت نحو نصف مليون زائر سنوياً، ينفق الواحد منهم نحو 35 دولاراً تقريباً، وسط تأكيد بعض الخبراء أن القطاع الترفيهي يستفيد بشكل كبير من العدد الكبير من الوافدين والذين لا يستطيعون السفر بشكل دائم خلال الإجازات، لتحقيق مبيعات وإيرادات عالية بشكل سنوي.

قال الخبير السياحي سيد العاصي، إن الكويت تستفيد من العدد الكبير من الوافدين المقيمين على أراضيها، والذين يستفيدون من الفرص الأسبوعية والإجازات في الدولة للترفيه عن أنفسهم عبر زيارة المجمعات التجارية والمدن الترفيهية والمطاعم والنوداي الرياضية والحدائق العامة المنتشرة في جميع المناطق.

وأضاف العاصي، لـ"العربي الجديد": يصل عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه إلى 10 شركات تملك نحو 35 فرعاً لمدن الألعاب الترفيهية، بالإضافة إلى عشرات النوادي التي تفرض اشتراكات للعائلات تراوح بين 150 وتصل إلى 300 دينار، أي ما بين 500 و1000 دولار تقريباً.

وتابع العاصي أن الشركات الترفيهية الموجودة في السوق المحلي تحقق مبيعات عالية على مدار العام، خصوصاً في فترة نهاية الأسبوع وفي الأعياد الوطنية والمناسبات الاجتماعية، مبيّناً أن متوسط إنفاق الشخص في الزيارة الواحدة إلى مدينة الملاهي يصل إلى 35 دولاراً تقريباً، ومنوهاً بأن كل شركة تستقطب سنوياً نحو نصف مليون شخص تقريباً، وتحقق مبيعات تراوح ما بين 750 ألفاً و3 ملايين دينار، أي ما بين 2.6 و10 ملايين دولار، ما يجعل الكويت تحتل المرتبة الثانية بين الدول الخليجية في الإنفاق على الترفيه.

ترفيه مجاني

وتعد الحدائق العامة من جهتها، واحدة من أبرز الوجهات الترفيهية المنتشرة في جميع أنحاء الكويت، إذ يصل عددها إلى نحو 70 حديقة في جميع المناطق، وتستقطب أسبوعياً نحو 10 آلاف شخص، يستفيدون من الدخول المجاني إليها، ووجود بعض المطاعم التي تقدّم الوجبات السريعة لهم بأسعار مناسبة.

وفي هذا الإطار، يوضح الخبير الاقتصادي والمسؤول في شركة حولي بارك الترفيهية، سعد العلي، أن الدخل المادي المرتفع نسبياً في الكويت يساعد على زيادة الإقبال على الأماكن الترفيهية، وإن الوافدين ذوي الدخل المتوسط يفضّلون زيارة الحدائق العامة خلال عطل نهاية الأسبوع لقضاء الوقت لقاء أجر بسيط، مبيّناً أن الحكومة الكويتية تعطي أهمية كبيرة لهذا القطاع الذي يعزز سمعتها كدولة سياحية مميّزة في المنطقة.

وأضاف: "استقبلت الكويت خلال العام الماضي نحو مليون سائح، نسبة كبيرة منهم تأتي من المملكة العربية السعودية، حيث يقصدون الأماكن الترفيهية المنتشرة في جميع أنحاء الكويت، ويقضون أوقاتاً طويلة مع أطفالهم في المدن الترفيهية والحدائق العامة، كاشفاً أن الحكومة الكويتية تستثمر سنوياً نحو 5 ملايين دولارعلى تطوير الحدائق العامة، ومدها بجميع الخدمات المطلوبة من العملاء، وتعمد إلى التعاقد مع مطاعم ومحلات لتقديم المأكولات والمشروبات لقاء أسعار قليلة، كما تعمل على توفير خدمات الإنترنت في هذه المرافق، ما يزيد من الإقبال عليها، خصوصاً من الأجانب المقيمين في الدولة، مقدّراً عدد الزوار إلى الحدائق العامة في العام الماضي بنحو 10 ملايين شخص، بمعدل 2.2 زيارة لكل شخص، في حين يصل معدل الإنفاق لكل شخص فيها إلى 20 دولاراً بالحد الأقصى.



وشدد العلي على أن الشركات الترفيهية، والتي يصل عددها إلى 10 في السوق المحلي، تستثمر مبالغ كبيرة سنوياً في سبيل تطوير الألعاب الموجودة في مرافقها، إذ يصل حجم هذه الاستثمارات إلى نحو 7 ملايين دولار سنوياً تدفع لشراء الألعاب الجديدة وافتتاح الفروع في جميع المناطق، كاشفاً أن هذه الاستثمارات تنمو سنوياً بما لا يقل عن 3% في ظل النمو السكاني المتواصل، والإجازات الكثيرة التي تسجل في السوق المحلي، وعدم تمكن الوافدين من السفر لمرات عديدة ما يدفعهم إلى زيارة هذه الأماكن خلال أوقات فراغهم.

وأفاد بأن الشركات الترفيهية توفر العديد من فرص العمل الدائمة والموقتة في السوق المحلي، مقدّراً عدد الفرص التي تمنحها للشباب خلال العطل الصيفية والإجازات بنحو 1000 فرصة عمل تقريباً، في حين توفر الحدائق العامة نحو 2000 إلى 3000 فرصة عمل لحراس وموزعين وبائعين في المطاعم والمحلات، فضلاً عن مساعدة البائعين المتجولين على بيع منتجاتهم.

وفي سياق متصل، تبحث العائلات والشباب عن بعض المرافق التي تسمح لهم بقضاء أوقات الفراغ والترفيه عن أنفسهم بعيداً عن أجواء العمل، وهنا تعد النوادي الرياضية والعائلية الأمكنة الأبرز التي يقصدونها. وأشار الخبير السياحي والمسؤول في شركة المشروعات السياحية، خالد فوزي، إلى أن النوادي العائلية توفر اشتراكات سنوية للعائلات المقيمة في الكويت بشكل دائم لقاء مبلغ يبدأ من 500 إلى 1000 دولار تقريباً.

وذكر فوزي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن نهايات الأسبوع وفترات الإجازات الطويلة تشكل الفترة الأكثر اكتظاظاً بالعملاء، وتشكل نحو 75% من مجمل النشاط، لافتاً إلى أن العائلات تستفيد من هذه النوادي في تمضية الوقت وإقامة بعض المناسبات الخاصة، كأعياد الميلاد، والابتعاد عن ضغوطات العمل.

إقرأ أيضا: التسلية في قطر: 2.5 مليار دولار أرباحاً سنويّة
المساهمون