12 محطة للاستمطار الصناعي في عمان تدعم الاقتصاد

07 سبتمبر 2015
ارتفاع نسبة هطول الأمطار في عُمان (فرنس برس)
+ الخط -
دخلت سلطنة عمان مجال الاستمطار الصناعي في العام 2013 عبر خطة طموحة تستهدف إنشاء 12 محطة للبواعث الأيونية، وهي الطريقة التي اعتمدها المختصون لأجل تعزيز كميات الأمطار عن طريق إطلاق أيونات في ظروف مناخية ملائمة. وتوفر هذه الطريقة بحسب المختصين الجهد والمال وتحقق نتائج إيجابية تتلاءم مع طبيعة البيئة المناخية في عمان.
ومن خلال قياسات مستوى هطول الأمطار بعد تشغيل 4 محطات تبين زيادة كمية المياه بمعدل 18.5% خلال العام 2014 وهو ما يؤشر إلى نجاح التجربة ويدفع بالجهود الحكومية إلى استكمال الخطة خلال السنوات القليلة المقبلة.

تركيب المحطات
يقول مدير عام المديرية العامة للأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني دكتور جمعة بن سعيد المسكري "يعد المطر المصدر الرئيسي لتغذية المياه الجوفية، ولذا كانت توجيهات السلطان قابوس بن سعيد بضرورة الشروع في محطات الاستمطار الصناعي أو بمعنى أدق "تعزيز كمية هطول الأمطار". وبناء عليه، "بدأت تتحرك الكوادر العمانية من أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وقد بدأنا فعلياً في العام 2013 بمحطتين في كل من الجبل الأخضر وجبل الثرى بمنطقة استهداف بلغت 21 ألف كيلو متر مربع، وخلال العام الأول لاحظنا انتعاش هذه المنطقة وزيادة المساحات المزروعة والمسطحات الخضراء واستبشر المواطنون خيراً بعد سنوات عانوا فيها من قلة الأمطار".

ويشير إلى أن الخطة المعتمدة للمشروع تتضمن أيضاً تعزيز كميات الأمطار في المحافظات التي تتوافر فيها الظروف المناخية لعملية البواعث الأيونية والمتمثلة في هبوب الرياح وزيادة الرطوبة، وهو ما يتوافر لدينا على امتداد جبال الحجر من الناحيتين الشرقية والغربية، وأكدت لنا دراسات علمية متأنية ومعمقة تزايد نجاح هذه التقنية في الاستمطار الصناعي.
ويتابع: "ومن المحافظات التي ننوي إقامة محطات بها للاستمطار أيضاً، في مناطق شمال وجنوب الباطنة وشمال الشرقية والداخلية والظاهرة وأجزاء من مسقط بمساحة استهداف تبلغ 30450 كيلومتراً مربعاً".
وقد تم اختيار الموقع الأول في ولاية سمائل بجبل الكعاب الذي يبلغ ارتفاعه 1400 متر، بينما الموقع الثاني على جبل الريس بولاية صحم وارتفاعه 1600 متر وهو مناسب لتكون السحب في الصيف والشتاء بالإضافة إلى الرطوبة العالية وهي العوامل المطلوبة للاستمطار بالطريقة الأيونية.

إنجاز محلي
ومن جانبه يشير الخبير العماني وأحد العاملين بالمشروع المهندس محمد البلوشي إلى أن طريقة البواعث الأيونية آمنة 100% ويقول لـ "العربي الجديد": بعد أن تم تحديد المواقع التي سيتم فيها إقامة المحطات تم تهيئة البواعث الأيونية بدقة والتي تصنع أعمدتها من الألياف الزجاجية ونقلها بالطائرات إلى قمم الجبال وبعضها نقل سيراً على الأقدام لاستحالة مرور السيارات بهذه المناطق الوعرة وتم التركيب والتشغيل بخبرات عمانية تقارب 90%، ولذلك فخورون بالقول إن "الاستمطار إنجاز عماني على قمة جبال الحجر الشرقي والغربي يعانق السحب ويدلل على قدرة العمانيين على صنع التنمية ورعاية منجزاتها".
ويتابع "أما في المرحلة التالية، فقد تم إدخال تقنيات حديثة للبواعث وأنظمة المراقبة لنقل البيانات لغرفة التحكم، وبالفعل تمكننا من الحصول على معلومات هائلة عن درجات الحرارة وكميات الأمطار ونسبة الرطوبة وغيرها، كما تم توزيع 14 جهازاً لقياس الأمطار الناتجة عن الاستمطار، وأوضحت البيانات أنه في الفترة من يوليو/ تموز إلى أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2014 تم رصد زيادة في الكميات بالمحافظات الواقعة في نطاق التأثير الأيوني على النحو التالي: شمال الشرقية 79.94 مليمتر- شمال الباطنة 37.07 مليمتر – جنوب الباطنة 21.26 مليمتر– الظاهرة 60.07 مليمتر – الداخلية 40.04 مليمتر.

جهود وإنشاء محطات
تبذل السلطنة جهوداً كبيرة من أجل دعم مخزونها من المياه الجوفية، وتوفير مياه صالحة للشرب وري المحاصيل، وتدرك بشدة وقوعها في نطاق الدول التي ستواجه فقراً مائياً، ومن هنا تبرز أهمية التوجه نحو تقنيات حديثة مثل الاستمطار الصناعي مع ترشيد الاستهلاك، بحسب ما يؤكد الدكتور علي بن خميس المكتومي الأستاذ المساعد بقسم التربة والمياه والهندسة الزراعية بجامعة السلطان قابوس. ويقول: اختارت عُمان الطريقة الأيونية التي تعتمد على إنشاء محطات على ارتفاعات عالية تنبعث منها الأيونات ذات الشحنات السالبة، مع توافر الظروف المناخية المناسبة كالرطوبة العالية والتيارات الهوائية الصاعدة لعدة أسباب منها أنها أكثر أمناً وسلامة، واتساع نطاق تأثيرها فتشمل المناطق التي تسير باتجاهها الرياح وانخفاض التكلفة المالية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في أي وقت.
دلالات
المساهمون