أساسيات إنترنت الأشياء

22 يونيو 2015
تغييرات كبيرة تطال تكنولوجيا الإنترنت (Getty)
+ الخط -
يعتبر مفهوم إنترنت الأشياء حديثاً نسبياً، حيث نشأ مع بداية الألفية الثالثة بغرض خلق التفاعلات بين الأشياء وربط الأجهزة والأدوات، عبر شبكة الإنترنت بهدف تبادل المعلومات باتجاه الإرسال والاستقبال، بما يحقق قيمة مضافة على المستوى المادي و الزمني. وقد ساهم الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت وتوغل العالم الافتراضي عبر الأجهزة الرقمية الذكية والبرتوكولات التواصلية في تطور إنترنت الأشياء من خلال المستشعرات والحواس الاصطناعية.

في سياق متصل، أصبح إنترنت الأشياء مركزاً لتلاقي عدة أنشطة حياتية وعملية تشمل الأنشطة المنزلية، السفر، التعليم، البحث، التخطيط الزمني، التنظيم الاقتصادي، الأمر الذي يسهل التقاء الإنسان والأشياء مع تلاشي الزمان والمكان، فيمكن الناس من قضاء حوائجها عن بعد عبر تطبيقات تكنولوجية وبرامج معلوماتية.

وعلى هذا النحو، يمتلك إنترنت الأشياء مجموعة من التقنيات للتعامل مع كميات كبيرة من البيانات وقدرة هائلة على التعامل مع استقبال وإرسال المعلومات، خاصة مع اندماج إنترنت الأشياء مع الذكاء الصناعي بما يوفر خدمات كبرى وطفرة كبرى في ترابط الأشياء وصلت في مطلع العام الحالي لما يقارب خمسين مليار شيء ذي استخدامات مختلفة، تهم البناء، النقل، الإدارة والأعمال، الطب والهندسة.

اقرأ أيضا: تكنولوجيا إدارة المشاريع

وعلى سبيل المثال، يمكن أن نذكر بعض الاستخدامات الكثيفة لإنترنت الأشياء كالسيارة الذكية التي تشتغل دون الحاجة إلى سائق وتتواصل مع المرآب ومحطة البنزين من خلال برمجة مسبقة. التحكم في الأجهزة الآلية والكهربائية في المنزل كالتلفاز والثلاجة التي يمكن تزويدها بمواد غذائية فقط عبر رسالة نصية قصيرة من الهاتف المحمول.

وفي المقابل، تفرض تحديات أمنية كثيرة منها القرصنة والاختراق، الأمر الذي يستوجب العمل على تقنين ممارسات إنترنت الأشياء وتوعية المستعملين بمخاطرها الأمنية وكيفية العمل بها مع الحفاظ على الخصوصيات. إلى جانب ذلك، يعاني إنترنت الأشياء من عقبات تقنية تهم عدم تطابق وانسجام تقنياتها الإلكترونية مع البنية التحتية الموجودة، ناهيك عن ضعف الثقة في المعاملات بين الأفراد والمؤسسات الاقتصادية والتجارية، مما يشكل عقبات أمام استعمال إنترنت الأشياء في عدة مناطق بالعالم وعند مختلف الطبقات الاجتماعية.

اقرا أيضا: أدوار التكنولوجيا في إدارة المخاطر

وإجمالاً، يمثل إنترنت الأشياء مشروعاً رقمياً واعداً، بلغ الإنفاق العالمي فيه ما يزيد عن 600 مليار دولار خلال الخمس سنوات الأخيرة، كما يساعد على إبراز مهن جديدة تغني الساحة المعلوماتية بمبرمجي الحوسبة السحابية، مهندسي النظم المعلوماتية، ومديري قواعد البيانات ممن يتوفرون على تقنيات ذكاء الأعمال ومستشاري تقنيات المعلومات.

وعلى صعيد آخر، يبدو أن مكاسب هذا المشروع قد قُسمت بين الشركات الكبرى المعنية بالتحكم في إنترنت الأشياء، فمايكروسوفت أطلقت نسخة من نظام التشغيل ويندوز موجهة لإنترنت الأشياء موفرة أفضل منصة للحوسبة السحابية المستعملة في قطاع الأعمال، بما يجعلها قادرة على ريادة البرمجيات والحلول المعلوماتية في عالم إنترنت الأشياء. وكذلك "إنتل" المساهم الأكبر في إنتاج معالجات الأجهزة خاصة بعد انتقالها من تصنيع الحواسيب والأجهزة اللوحية إلى إنترنت الأشياء، كما نجد مؤسسة "سيسكو" التي لها السبق في الاستثمار بالبرامج والتطبيقات الخاصة بإنترنت الأشياء، حيث مولت أبحاث معمقة ودراسات هامة عن الموضوع، إضافة إلى"غوغل" التي تسيطر على الحلول الذكية التي تهم المستهلكين العاديين وقطاع الأعمال.

اقرأ أيضا: الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية

وختاماً، تعيش تكنولوجيا الإنترنت تغييرات كبيرة تفرض الغوص في مناحي البحث والتطوير للتعامل مع اجتياح إنترنت الأشياء الذي ما فتئ يغزو عدة قطاعات اقتصادية واجتماعية، الأمر الذي يفرض عدة تساؤلات حول جدوى الاستعمال وتحديات الممارسة سواء على المرسل أو المستقبل.
(باحث وأكاديمي مغربي)

المساهمون