خطوات عملية لعلاج سلوكياتنا التربوية الخاطئة

09 مايو 2016
تعديل سلوكياتنا التربوية الخاطئة ليس مستحيلاً (Getty)
+ الخط -
"قرأت الكثير من الكتب، وحضرت العديد من الدورات التدريبية، وأصبحت لدي ثقافة واسعة في تربية الأبناء، ورغم ذلك استمرت مشكلتي في عدم قدرتي على تربية أبنائي، فأنا أشعر بالعجز في تطبيق ما أتمتع به من معارف تربوية"..

هذا صوت أب يعبّر عن مشكلة تواجه كثير من الآباء في تربية أبنائهم، فكثير من المهتمين بالعملية التربوية يعانون من عدم قدرتهم على ترجمة ما يعرفون من معارف إلى تصرفات وسلوكيات تساعدهم بطريقة عملية في تربية أبنائهم تربية سليمة شاملة متوازنة.

وفي السطور التالية، نحاول أن نضع بعض القواعد العملية التي نرجو أن تسهم في انتقال الآباء من المعرفة النظرية التربوية إلى واقع يمارسونه مع أبنائهم. 


تحفيز النفس

يتم تحفيز النفس من خلال ثلاثة أمور، أولها استشعار المسؤولية، بمعنى أن يدرك الأبوان أنهما مسؤولان أمام الله عز وجل عن تربية الأبناء، يلي ذلك التفكير في الآثار السلبية، بمعنى تذكر أن لكل سلوك، صغر أم كبر، آثاره القريبة والبعيدة المدى، وبالتالي لا بد من التفكير في الآثار السلبية التي قد تعود على الأبناء وعلى البناء النفسي والعقلي والاجتماعي والبدني.


وثالث الأمور التي يمكن من خلالها تحفيز النفس هو التماس العذر، بمعنى التدريب على التماس العذر للأبناء عندما يخطئون: أن نقول لأنفسنا على سبيل المثال: "هو بشر يخطئ ويصيب، كما أنه ما زال صغيرا يتعلم الصواب والخطأ"، فهذا السلوك التفاهمي يساعد على تقويم أخطائه بهدوء.



خريطة عمل

4- رفع للواقع:

بأن تجلس مع نفسك وتحضر ورقة وقلماً، ثم تسجل المواقف التي لا تلتزم فيها بمبادئ التربية السليمة، ونقاط الضعف التي تنتابك في هذه المواقف، وكذلك تحدد الأسباب التي تدفعك لممارسة السلوكيات غير التربوية مع أبنائك.

5- معالجات عملية:

وبعد أن تضع السلوكيات السلبية في تربيتك لأبنائك وأسبابها، ابدأ في وضع خطة عامة لمعالجة هذه السلوكيات لديك، موضحاً فيها كل سلوك على حدة وكيفية معالجة هذا السلوك، ويمكنك أن تضع ذلك في جدول.

6- ترتيب الأولويات:

وفي خطوة تالية لتحديد السلوكيات السلبية التي تمارسها مع أبنائك وكيفية علاج كل منها، ضع ترتيباً لأولويات هذه السلوكيات، وما الذي سيكون له الأولوية في البدء بمعالجته، وما الذي سيتم تأجيله من هذه السلوكيات.

7- فترة زمنية:

بعد اختيار السلوك الذي ستبدأ به، حدد فترة زمنية ستعمل خلالها على تعديل هذا السلوك، وليكن شهراً مثلاً.



ممارسة عملية

8- تقمص دور المربي الناجح:

احرص على أن تتقمص دور المربي الناجح، وأن تتكلف الالتزام بهذا السلوك الإيجابي في تربيتك لأبنائك خلال الفترة الزمنية المحددة، وبالتأكيد ستجد صعوبة في تنفيذه في بداية الأمر لكن مع الاستمرار والمداومة في تطبيقه سيصبح الأمر أفضل.

9- تسجيل وتدوين:

من الأمور التي تساعدك على الالتزام بتنفيذ السلوكيات الإيجابية مع أبنائك، أن تكتب السلوك الذي حددته في ورقة وتعلقه في غرفتك أو في أي مكان يذكرك دائماً بما عليك القيام به مثل: احذر الانفعال، التزم الصبر، لا تغضب، أجل قرارك... إلخ.

10- الصبر والمثابرة:

بلا أدنى شك ستجد صعوبة في تنفيذ ما وضعته، لأنه يخالف ما تعودت عليه من أسلوب في تربية أبنائك، لكن ذكر نفسك دائما بالأجر والمسؤولية تجاه تربية أبنائك، واحرص على الصبر والمثابرة في تنفيذه.

11- التقييم المستمر:

احرص على أن تقيم أداءك بشكل مستمر، ففي نهاية كل يوم قف مع نفسك واسألها هل التزمت اليوم بما هو مطلوب منك أم لا؟ وكن موضوعيا في تقييمك لنفسك، فلا تجاملها ولا تجلدها بشكل مبالغ فيه. مما يعينك على تقويم سلوكياتك التربوية أن تطبق على نفسك مبدأ الثواب والعقاب، فإذا وجدت منك التزاما في التطبيق، فاعمل على مكافأة نفسك بأن تشتري طعاما أو شيئا تحبه أو غير ذلك مما هو محبب لنفسك. وإن وجدت تقصيرا، فعاقب نفسك بأن تقوم ببعض الأعمال الشاقة وغير المحببة إلى نفسك.

12- استشر أصحاب الخبرات العملية:

من الأمور التي تساعدك على تعديل سلوكياتك تجاه الأبناء أن تجالس وتستشير أصحاب الخبرات العملية في تطبيق ما لديك من معارف. وفي النهاية توجه إلى الله بالدعاء وألح عليه سبحانه أن يعينك على تعديل سلوكياتك السلبية في تربية أبنائك، وأن يكون لك عوناً في تربيتهم بشكل عام، واحرص على أن تدعو لهم بأن يجعلهم الله من الصالحين الناجحين.

المساهمون