الجزائر: مطاعم للفقراء وعابري السبيل

01 يوليو 2015
يتمنى فقراء الجزائر لو كانت كل شهور السنة رمضان(Getty)
+ الخط -
يصف الكثير من الجزائريين شهر رمضان بأنه شهر رحمة وكرم. هي حقيقة تتجلى في أول أيامه، من خلال مظاهر التكافل الاجتماعي، لدرجة أن الكثير من الفقراء وعابري السبيل يتمنون لو أن أشهر السنة كلّها رمضان، لما يعمهم فيه من خير وفير، إذا ما استثنينا - طبعاً- جشع بعض التجار.

فقبل يومين من حلول رمضان، تنتشر على واجهات المطاعم لافتات كتب عليها بالخط العريض "مطعم الرحمة"، إذ يجتهد مالكوها، طوال الشهر، في تقديم وجبات الإفطار للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل. "العربي الجديد" جالت في شوارع العاصمة، وزارت بعض مطاعم الرحمة. يشير أحد مدراء تلك المطاعم، ويُدعى عبدالهادي، إلى أنه دأب على فتح مطعمه لتقديم وجبات الإفطار مجاناً كل سنة منذ خمس سنوات، وذلك بعدما قام أحد المحسنين باستئجاره شهرا كاملا في رمضان، من أجل منح وجبات الإفطار مجاناً للفقراء.

هنا شعر عبدالهادي، حسبما يقول، بالخجل، إذ "كيف أن رزقه يستغله غيره لفعل الخير، مع أنه أولى به، فقرر أن يوقف مطعمه خلال كل شهر لفعل الخير"، لافتاً إلى أنه منذ ذلك الحين يتردد عليه العمال الفقراء البعيدون عن أهاليهم والمسافرون، بالإضافة إلى العائلات المعوزة، التي ترسل أبناءها بالأواني الفارغة لملئها بمختلف الأطعمة"، مشيراً إلى أن موظفيه "يأخذون عطلتهم السنوية خلال هذا الشهر، فيما يتدفق عليه المتطوعون نساء ورجالاً من مختلف الأعمار لإعداد الوجبات وتقديمها لرواد المطعم، حيث يبلغ عددها يومياً ما يزيد عن الـ150 وجبة".

في حي آخر من أحياء العاصمة، اختار صاحب "قصابة الرحمة" لبيع اللحوم، أن يخصص اليوم الأول من رمضان لتقديم اللحوم الطازجة المختلفة مجاناً للمحتاجين، وأعلن عن ذلك من خلال لافتة كبيرة قبل أسبوع من رمضان، الأمر الذي جعل متجره يكتظ بطوابير المحتاجين منذ الساعات الأولى للصباح حتى قبل افتتاحه.

"أولاد فاميليا"، جمعية شبابية لا يتجاوز معدل أعمار أعضائها الـ27 عاماً، قرّروا تشكيل مجموعة تضامنية حرة، تنشط سائر أيام السنة لإعانة الفقراء والمحتاجين، لكن هذا النشاط يتضاعف خلال شهر رمضان بتضاعف الإعانات المالية والمادية التي يتلقونها من قبل المحسنين، لتمويل نشاطاتهم الخيرية التي اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي سنداً ودعامة قوية لها للترويج لنشاطها، وللبحث عمّن هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة.

يؤكد العاملون في الجمعية أنهم وضعوا لهذا الشهر الفضيل برنامجاً يتضمن مجموعة نشاطات خيرية، تبلغ قيمتها المالية الإجمالية أكثر من 35 ألف دولار، أهمّها "قفة رمضان"، أي "سلة غذائية" تتضمن جمع المواد الغذائية الأساسية المختلفة، وتقدم كل قفة لعائلة محتاجة، وتتراوح قيمتها المالية بين 30 و60 دولاراً، حسب عدد أفراد العائلة. يضاف إلى هذه العملية عمليات إفطار الصائمين بتخصيص مطاعم لذلك، وكذا تقديم السحور للمشرّدين بقيمة 300 دولار يومياً.

إلى ذلك، قررت مجموعة شبابية أخرى، خلال هذا الشهر، الاتحاد في ما بينها عبر ثلاث جمعيات خيرية مختلفة، هي جمعية "الغيث" الخيرية، و"شباب من أجل الجزائر"، ومجموعة "البر والإحسان"، وآلوا على أنفسهم أن يعينوا الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر، حيث جمعوا ما يزيد عن 3200 سلة رمضانية تم توزيعها على مستحقيها.
دلالات
المساهمون