فساد في منظمات الإغاثة اليمنية

27 مايو 2015
تواجه منظمات الإغاثة اليمنية تهماً تتعلق بالفساد (وكالة الأناضول)
+ الخط -
يعاني النشاط الإغاثي في اليمن من إخفاقات حقيقية جعلته محل انتقادات علنية، ‏وخلافات ثنائية حادة بين لاعبين وحيدين في قيادة جهود الإغاثة، هما "المجتمع الإنساني" ويتكون ‏من 110 منظمات دولية ومحلية، تنسق الأمم المتحدة العمل فيما بينها وتحشد لها التمويل من جهة، و"اللجنة العليا للإغاثة" التابعة للحكومة، والتي تم تأسيسها في نهاية أبريل/نيسان الماضي ‏من أجل مراقبة عمليات الإغاثة، من جهة أخرى.

وكان أبرز ما كشف عن الخلافات تغريدات مهمة لوزيرة الإعلام اليمنية ‏نادية السقاف التي قالت إن: "الهدنة الإنسانية لم يتم استغلالها بالطريقة الأمثل لتوزيع ‏المساعدات بسبب أمور لوجستية وتحديات أخرى"، لم تفصح عنها‎.‎

اقرأ أيضا: 13 ألف منظمة في اليمن... ولا من مغيث

ومع اتساع العنف الذي وصل خلال شهر واحد إلى أغلب مناطق جنوب اليمن ‏ومحافظة تعز (في الوسط) وتأثّر 19 من 22 محافظة يمنية بالضربات الجوية لقوات ‏التحالف، ازدادت مخاوف "المجتمع الإنساني" من تكرار حدوث فجوة كبيرة ‏في تمويله هذا العام، بعد تحقق فجوة تمويلية لخطته الإنسانية في 2014 بمقدار 350 مليون دولار من إجمالي مبلغ الخطة.


لهذا عمدت ‏الوكالات الإغاثية إلى التصريح أن الأيام العشرة الأولى من بدء العنف قد أنتجت ‏‏1.5 مليون جائع و330 ألف نازح، لتقوم الأمم المتحدة بإطلاق نداء منتصف ‏أبريل/نيسان الماضي لطلب تمويل بمقدار 274.5 مليون دولار. ولم تتوقع أن تقوم ‏السعودية بالاستجابة لها دفعة واحدة وفي خلال يومين فقط، تحت شرط أن يتم استخدام كامل المبلغ حتى منتصف يوليو/تموز ‏المقبل‎.‎

وبحسب مسؤول رفيع في اللجنة العليا، رفض الكشف عن اسمه، فقد شعر "المجتمع ‏الإنساني" اليمني بصعوبة الشرط، مع وجود كل الموظفين الدوليين في الخارج ووجود ‏المحليين في منازلهم، ليبدأ بالشكوى من عرقلة الحرب لأنشطته والحاجة إلى هدنة طويلة. وقد ‏أثار عدم فعالية نشاط المجتمع الإنساني، الحكومتين اليمنية والسعودية، الأمر الذي جعل الحكومة ‏الأولى تنشئ اللجنة العليا للإغاثة، فيما أنشأت السعودية "مركز سلمان للأعمال ‏الإنسانية".

يقول رئيس مركز التنمية المستدامة د. أحمد القباطي لـ "العربي الجديد" إنه ‏وبتوفر التمويل، لم تصدر الأمم المتحدة تحديثاً حقيقياً لأرقام ضحايا انعدام الأمن ‏الغذائي، كما أعلن تقريرها الأخير عن تزايد أعداد النازحين بحوالى 115 ألف ‏شخص فقط، خلال الخمسين يوماً التي تلت إحصاءاتها السابقة (330 ألف نازح)، ‏وذلك برغم زيادة الهجمات وحدوث موجات كبيرة من النزوح ‏جعلت مدناً مأهولة بكثافة، كصنعاء وأبين، شبه خالية من السكان. وذلك ‏في الوقت الذي تركت فيه مدناً مأهولة تحت القصف المباشر مثل عدن وتعز بدون ‏أي مساعدات، حتى إن محافظات نزوح آمنة تماماً مثل المحويت لم تستلم مساعدات، وفق القباطي، وحدث ذلك تزامناً مع تصريح مدير الهيئة الطبية الدولية في اليمن ‏جوناثان كانليف قال فيه إنه وصل إلى اليمن خلال أيام الهدنة إمدادات غذائية كبيرة ‏منها أكثر من 130 ألف طن من القمح، بالإضافة إلى سلع أخرى، منها السكر ‏والوقود.

على النقيض من ذلك، أشار وزير النقل اليمني وعضو اللجنة العليا للإغاثة بدر ‏باسلمة إلى ارتفاع إجمالي عدد النازحين في اليمن إلى ثلاثة ملايين شخص خلال ‏أول شهرين.

اقرأ أيضا: توقف المساعدات الدولية ينهك اقتصاد اليمن الهش

وبتحقيق التحالف العربي هدنة شاملة لخمسة أيام في منتصف مايو/أيار الجاري، ‏انتقدت الحكومة اليمنية بقوة عجز المجتمع الإنساني عن إيصال الإغاثة إلى أكثر ‏المناطق اليمنية التهاباً وحاجة للمساعدات خلال فترة الهدنة، مثل مدن عدن وتعز ولحج والضالع، ‏بالإضافة إلى توريدها 15% فقط من حاجات منظمات الإغاثة من الوقود، في الوقت الذي انتقد بعض المجتمعات المضيفة للنازحين أداء تلك المنظمات.

يقول عضو المجلس المحلي في منطقة المصانع بمحافظة عمران (شمالاً) محمد أحمد ‏شاطر أن منظمة أممية أوصلت مساعداتها إلى وجهاء قبليين في المنطقة لتتكل عليهم ‏كلياً في توزيع الدقيق والزيت على جميع أبناء القرية والنازحين فيها، إلا أن ‏فساداً واسعاً في التوزيع وإقصاء حزبياً طاول ذلك التوزيع، فقد تم توزيع كيس دقيق وعلبة زيت للأسرة ‏الفقيرة المكونة من 15 فرداً، مقابل عشرة أكياس وعشر علب زيت لأسر هؤلاء الوجهاء ‏وأقاربهم. ‏
المساهمون