مطاعم سورية في إيران

05 ديسمبر 2015
بدأت المطاعم السورية بالانتشار في إيران(العربي الجديد)
+ الخط -
نيران الحرب في سورية وزعت مواطني هذا البلد في كل الأنحاء، ومنذ فترة بسيطة لوحظ افتتاح عدد من المطاعم السورية في منطقة دولت أباد الواقعة جنوبي العاصمة الإيرانية طهران، وهي المنطقة التي يتركز فيها اللاجئون العراقيون المقيمون في إيران، والذين قدموا إليها منذ عقود.
تحمل المطاعم أسماءً دمشقية بامتياز، وتقدم الوجبات السورية الشعبية الرائجة في العالم العربي والغربي على حد سواء، ولكن بالنسبة لإيران، فالمطاعم العربية كانت تقتصر على عدد ضئيل من الأماكن التي تقدم وجبات طعام لبنانية، لكن بعض السوريين الذين هربوا من الحرب في بلادهم، واختاروا إيران وجهة لهم باختلاف الأسباب، قرروا تأمين قوت عيشهم بافتتاح مطاعم تقدم وجبات شعبية سورية، في إحدى أكثر المناطق شعبية في طهران، فحولوا شارع "قدس" لمقصد لكل من يريد تجربة هذا الطعام العربي.
يقول محمد وهو أحد العاملين في هذه المطاعم، إنه قدم لإيران من دمشق، حيث ساءت الأحوال الاقتصادية والأمنية هناك، محمد شيعي مسلم، يرى أن هذا البلد يستطيع أن يمنحه الأمن، وعندما حضر وعائلته إلى العاصمة الإيرانية وجد أن العمل في هذه المطاعم يساعده كثيرا على تأمين مصدر مالي مناسب إلى حد ما.
يصف الإقبال على هذه المطاعم بالجيد جدا، فأينما افتتح السوريون مطاعمهم لوحظ الإقبال عليها كما يقول، فشهرة الطعام السوري وصلت إلى كل بقاع الدنيا حسب وصفه.
هذا الشاب واحد من عشرات يستطيع كل من يزور منطقة دولت أباد أن يلتقي بهم، سنهم صغير نسبيا، لكن هدفهم واضح، جميعهم فروا من الأوضاع المتوترة، ويحاولون فقط تأمين
قوت حياتهم.
يقول علي لـ "العربي الجديد" وهو القادم حديثا إلى إيران، إنه ينوي افتتاح مطعم جديد قريبا في ذات المكان، أمه إيرانية وعائلتها في هذا البلد أيضا، لذا قرر القدوم رغم صعوبة الأمر عليه وعلى عائلته، فاشترى محلا وسجله باسم أحد أقاربه الذي يحمل الجنسية الإيرانية، كون حق التملك للأجنبي لا يمنح في إيران.
يتمنى علي أن يوفق في عمله كما كل زملائه الموجودين في هذه المنطقة التي اختارها هو الآخر، لوجود سكان عرب وعراقيين فيها، ولمعرفة الإيرانيين بأن هذا الشارع يقدم مأكولات عربية.
ويذكر أن المردود المادي جيد بالفعل، لكنه قد يواجه مشكلة في تجديد إقامته في وقت لاحق، فالمواطن السوري يدخل إلى إيران من دون تأشيرة ويستطيع الحصول على إقامة لثلاثة أشهر قابلة للتجديد، وفي أحيان أخرى قد لا تجدد، لذا يسعى للاستقرار في عمله عساه ينجح في البقاء لإبقاء عائلته بعيدة عن الحرب كما يقول، وهو الذي خسر منزله في منطقة ببيلا في ضواحي دمشق واضطر للعيش مع عائلته في منطقة المهاجرين طيلة الفترة الماضية.
وفي سؤال عما إذا كان يتقن الفارسية، قال علي إنه يستطيع أن يفهم من يتحدثون بها، لكنه يعمل على تطوير لهجته ولغته وخاصة أنه مضطر للتعامل مع الزبائن الإيرانيين بلغتهم ذاتها، وهو سبب استعانته بمترجم في الوقت الراهن كما قال.
المساهمون