أسعار تذاكر "أمم أفريقيا": حسابات الفرد والعائلة وفقاً للحد الأدنى للأجور

20 يونيو 2019
+ الخط -

تنطلق بطولة "كأس أمم أفريقيا" بعد أيام قليلة في مصر ووسط تحضيرات جميع المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة القارية، تبرز إلى الواجهة مشكلة التذاكر الخاصة بالمباريات والتي قد تكون عائقاً أمام غزو الجماهير المصرية للمدرجات نظراً لكلفتها العالية مقارنة مع الحد الأدنى الأجور في مصر والتي ارتفعت في الأشهر الأخيرة من 1200 إلى 2000 جنيه بقرار رئاسي.

أسعار التذاكر
حدد الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع الاتحاد المصري لكرة القدم أسعار تذاكر بطولة كأس "أمم أفريقيا" 2019، وهي الأسعار التي أثارت جدلاً كبيراً لدى الجماهير المصرية التي تنوي متابعة المباريات من المدرجات، حيثُ تراوحت أسعار التذاكر بين 12$ و149$.

وحدد منظمو البطولة الأفريقية أسعار تذاكر المباريات التي يكون أحد أطرافها منتخب مصر على الشكل التالي: 200 جنيه مصري (12$)، 400 جنيه (23$)، 600 جنيه (35$)، 2500 جنيه (149$). أما المباريات التي لا يكون فيها المنتخب المصري طرفاً، فالأسعار تراوح بين 100 جنيه مصري (6$)، و300 جنيه (18$)، و500 جنيه مصري (29$).

كلفة الفرد
أشارت الحكومة المصرية أخيراً إلى رفع الحد الأدنى للأجور من 1200 جنيه إلى 2000 جنيه مصري (119$ دولاراً تقريباً). وإذا تم اعتبار أن هذا المعدل المتداول رسمياً هو الراتب الشهري الذي تتقاضاه الأكثرية من الجماهير المصرية التي ستُتابع بطولة كأس "أمم أفريقيا" 2019 وخصوصاً مباريات منتخب "الفراعنة"، فإن الأرقام ستكون فاضحة بالنسبة للمشجع الفرد.

فعلى سبيل المثال إذا كان المشجع المصري يتقاضى راتب 2000 جنيه (119$) شهرياً ويريد متابعة مباريات في البطولة الأفريقية أو مباريات منتخب مصر فقط، فعليه أن يضحي بنصف راتبه كحد أدنى، بعيداً عن مصاريفه الشخصية والحياتية التي يتكبدها كل شهر.

فبالنسبة للفرد (المشجع الواحد)، إذ قرر متابعة مباريات منتخب مصر من الدور الأول وصولاً إلى المباراة النهائية (لو تحقق ذلك) وقرر متابعة المباريات من أدنى الدرجات بسعر تذكرة يبلغ 200 جنيه (12$)، فعليه ستكون كلفة المباريات السبع (84$)، أي 1400 جنيه مصري، ما يعني أن عليه متابعة حياته حتى نهاية الشهر بمبلغ قدره 600 جنيه (36 دولاراً تقريباً).

كلفة العائلة
بالنسبة للعائلة المصرية التي تريد متابعة مباريات بطولة كأس أمم أفريقيا وتحديداً مباريات المنتخب المصري، فإن الأمور ستكون في غاية الصعوبة في حال تكفل الوالد بمصاريف الأطفال حسب العدد، خصوصاً إذا كان مُعيل العائلة (الوالد) يتقاضى الحد الأدنى للأجور وهو 2000 جنيه مصري (119$).

مثلاً لو أن عائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص تريد الذهاب إلى الملعب لمتابعة مباراة مصر، فإن الكلفة ستكون 36$ (600 جنيه) لمباراة واحدة فقط، أي حوالي ثلث الراتب (2000 جنيه)، وبالتالي ستكون مُجبرة على متابعة مباراة واحدة أو مباراتين مع مراعاة معيشة الشهر الكامل، وبالتالي ستكون الكلفة الإجمالية في حال تابعت مباراتين 72$ (1210 جنيهات) من أصل 2000.

هذا إذا كانت العائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص تعيش من الحد الأدنى للأجور، فماذا لو كانت العائلة مؤلفة من أربعة أو خمسة أشخاص، وخصوصاً إذا كان أطفال يريدون متابعة المباراة رفقة والدهم؟ فعندها ستكون كلفة المباراة الواحدة 60$، أي 1000 جنيه مصري، ولو قررت هذه العائلة حضور مباراتين، فإن الراتب الإجمالي سيذهب على التذاكر فقط 120$ (2000 جنيه).

إقبال جماهيري ضعيف؟
بعيداً عن قدرة المشجع المصري على شراء تذاكر لحضور مباريات منتخب بلاده تظهر إلى العلن القدرة الشرائية لدى الجمهور نفسه من أجل متابعة المباريات الأخرى من المدرجات، وبالتالي ملء المدرجات بأكبر عدد ممكن من أجل صورة مصر في البطولة الأفريقية.



وفي وقت تراوح أسعار تذاكر المباريات في بطولة "أمم أفريقيا" بين 100 و500 جنيه (6 دولارات و29 دولاراً)، إلا أن هذه الأسعار ليست في متناول الجميع، وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود وأصحاب الحد الأدنى للأجور.

ففي عملية حسابية بسيطة ستُلعب بطولة أمم أفريقيا على مدى 46 مباراة، وبالتالي فإن قرر المشجع حضور نصفها في الدرجة العادية فقط، يعني 23 مباراة، فإن الكلفة ستكون 138$، أي أن المبلغ الذي سيدفعه يتخطى الحد الأدنى للأجور، وإذا قرر حضور مباريات أقل، مثلاً 15 مباراة، فستكون الكلفة عالية أيضاً (90$). فهل تؤثر هذه الأرقام على الحضور الجماهيري وتظهر المدرجات خالية في أمم أفريقيا 2019؟