يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
قررت أن أبحث عن الاستقرار لأول مرة، وأن أبدأ في العيش مع شريكة حياتي، هيلينا كانت تعمل بشكل جاد ومتعب، كانت تعمل في الصباح في شركة Fly Me في غوتنبيرغ، وفي المساء تعمل في إحدى الحانات، بالإضافة إلى دراستها في مالمو، كانت تقوم بأعمال متعبة وشاقة، ولم تشعر بأنها في حالة جيدة، حتى قلت لها: "هذا يكفي، الآن تعالي معي"، وعلى الرغم من أن هذا يعتبر تغيراً كبيراً في حياتها، إلا أنها رأت بأنهُ سيكون أمراً رائعاً.
وكأنها بدأت التنفس من جديد، انتقلت من شقة اينزاغي إلى شقة رائعة في نفس المكان بياتزا كاستيلو، كانت بأسقف عالية، وكانت تلك الشقة أشبه بالكنيسة، في الطابق الأرضي كان هناك مقهى يعمل فيه بعض أصدقائنا، كانوا يُعدون لنا وجبة الإفطار في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أنهُ لم يكن لدينا أطفال في تلك المرحلة، إلا أنهُ كان لدينا "هوفا" ذلك الكلب البدين، إنهُ رائع.
لقد كان هوفا هو ولدنا البدين، حظينا بأوقات ممتعة، لكن بالتأكيد كنا من عالم مختلف عما نعيشه، في أحد أيام الإجازة، سافرت أنا وهيلينا وعائلتي إلى دبي في درجة رجال الأعمال، بالطبع أنا وهيلينا كنا نعرف كيفية التعامل مع الطائرات، لكن عائلتي يختلف أمرها، أخي كيكي تناول بعض الشراب، أمي كانت تجلس في المقعد الذي أمام مقعده، لم تكن تحب أن ترانا نتناول الكحول، وهذا أمر غير مفهوم وفقاً لما مرت به في حياتها، على كل، أمي غضبت من كيكي، لهذا خلعت حذاءها، كانت تلك هي طريقتها للتعامل مع المشاكل، وقامت بضرب كيكي على رأسه بالحذاء، كيكي جن جنُونه وقام بالرد، وحدثت فوضى كبيرة بعد ذلك في درجة رجال الأعمال، حينها نظرت إلى هيلينا، لقد أرادت أن تبتلعها الأرض في تلك اللحظة.
كنتُ معتاداً على أن أذهب إلى التدريبات عند الـ9:45، لكن في أحد الأيام تأخرت، كنت مشغولاً في الشقة، قبل خروجي ظهرت رائحة دخان، هيلينا قالت لي ذلك، لم أكن أعرف، تأخرت، لكنني أخيراً اقتنعت وفتحت الباب ووجدت حريقاً عند باب المدخل، شخص ما قام بجمع بعض الورود وأشعل بها النار! في الشقة كان لدينا مشعل غازي، وعلى الجدار المُطل على الشرفة كانت أسطوانة الغاز مُثبتة هناك، كان من الممكن أن تكون الأمور سيئة وينفجر المكان بأكمله، جلبت الماء على الفور وقمت بإخماد الحريق، ولم يكن بإمكاني إلا أن أتحسر على أنني تأخرت 30 ثانية قبل أن أفتح ذلك الباب، كنت سأجد ذلك الغبي الذي سبب الحريق وأشوهه. الشرطة لم تتمكن من اكتشاف من فعل ذلك، في ذلك الوقت الأندية لم تكن تهتم بأمان لاعبيها كما يجري حالياً.
كنت أشعر بالضغط ولم تكن فقط مجرد الضغوط الإعلامية، لقد كانت ضغوط الجماهير والمُتابعين والمُدربين والإداريين والزملاء. كان عليّ أن أقدم مستوى مميزاً وأن أسجل الأهداف دائماً، سمعت هذا من كل اتجاه، لهذا كان عليّ إيجاد أشياء تخلصني من هذه الضغوط، كان لدي هيلينا ورايولا وبعض الأصدقاء في الفريق، لكن هناك أيضاً أشياء أخرى، أشياء أبسط مثل سياراتي، لقد كانت تعطيني شعور الحرية، كانت لدي فيراري إينزو في ذلك الوقت، لقد كانت جزءاً من عقدي مع اليوفي، لقد كنت جالساً أنا ومينو، مع موجي وجيراودو وروبيرتو بيتيغا، كنا نجلس في إحدى الغرف ونتناقش عن عقدي، ومينو فجأة قال: "زلاتان يريد فيراري إينزو"، حينها كانوا جميعاً ينظرون إلى أنفسهم، بالطبع لم نتوقع شيئاً مختلفاً، إينزو كانت آخر طراز صنعتهُ شركة فيراري، كانت الأروع على الإطلاق، ولم يتم تصنيع سوى 399 نسخة منها، كنت أنا وموجي نعتقد أننا طلبنا شيئاً كبيراً ومن الصعب تنفيذه لكن موجي وجيراودو نظرا إلى الطلب على أنه منطقي، فيراري كانت شركة في نفس المجموعة التي تضم نادي اليوفي لهذا فكروا في أنني يجب أن أحظى بواحدة.
لكن الأمور لم تكن سهلة لأنهُ أثناء التوقيع جيراودو لم يفهم الأمر، قال "إذاً، هذه السيارة التي تتحدث عنها، هي من طراز فيراري القديم؟" حينها استغربت، ونظرت إلى مينو، مينو قال "لا، إنها من الطراز الجديد، لم يتم تصنيع سوى 399 نسخة منها"، جيراردو لم يستوعب الأمر وقال: "حسناً، لدينا هُنا مشكلة"، وبالفعل كانت مشكلة، لأنهُ لم يتبق من ذلك الطراز سوى ثلاث سيارات فقط! وكان عليها قائمة انتظار كبيرة. ما الذي يجب علينا فعله الآن؟ قمنا بالاتصال برئيس الشركة لوكا دي مونتيزيمولو، وشرحنا له الوضعية، كان الأمر صعباً، ولوكا قال إنهُ من شبه المستحيل أن نحصل على واحدة، لكن في النهاية منحنا ما نريد، قالوا إنهُ سيتم منحي واحدة في حال وعدتهم بأنني لا أقوم ببيعها، قلت لهم: "لن أبيعها حتى أموت"، وفي الحقيقة، لقد أحببت تلك السيارة.
في أحيان أخرى، عندما أريد بداية جديدة، كنت أضع وشماً، الوشوم كانت أشبه بالمخدر بالنسبة لي، كنتُ أضع شيئاً جديداً في كل فترة، في البداية كنت ضد الوشوم تماماً، كنت أعتقد أنه من الذوق السيئ أن تضع وشماً، لكن لاحقاً أحببتها، اليكساندرا اوستلوند ساعدني في أول وشم وضعته، كنت قد وضعت اسمي من الورك إلى الورك باللون الأبيض، لم يكن يكشف بسهوله، لأنهُ كان مجرد اختبار، لاحقاً بدأت أتوسع في الأمر ووضعت وشم: "الله وحدهُ من يحكم عليّ"، بإمكانهم أن يكتبوا ما يريدون في صحفهم، بإمكانهم أن يصيحوا في المُدرجات، لن يصلوا إليّ أبداً لأن الله وحدهُ من يحكم علي، أحببت ذلك الوشم حقاً، الرجل يجب عليه أن يشق طريقه بنفسه، لهذا وضعت ذلك الوشم بقناعة، قمت بوضع وشم التنين أيضاً، التنين الياباني يرمز إلى المحارب، وأنا كنتُ مُحارباً، وضعت بعض التفاهات كذلك، مثل السمكة التي تجري عكس التيار، وذلك الرمز البوذي الذي يُقال إنهُ يحمي من المُعاناة، والعناصر الخمسة مثل الماء والتربة والنار، كما قمت أيضا بوضع وشم لعائلتي: الرجال على اليمين لأنهم يمثلون القوة: والدي وإخواني وفي اليسار النساء؛ الأقرب للقلب.
اقرأ أيضاً..
أنا زلاتان(1)... غوارديولا اشترى فيراري واستعملها كـ "فيات"!
أنا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "أنت تخاف من مورينيو"!
أنا زلاتان (3).. سرقة الدراجات والطفولة القاسية
أنا زلاتان(4)..بدون الكرة لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي
أنا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقى، وكرة القدم حماقة"
أنا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين
أنا زلاتان (7).. رحلة الصعود للفريق الأول مع مالمو
أنا زلاتان (8).. ما الذي حدث في هذه الحياة؟
أنا زلاتان (9)... الدرجة الثانية ونقطة التحوّل
أنا زلاتان(10)...الهدف الذي أذهل أياكس لدفع 85 مليون كراون!
أنا زلاتان(11).. مواصلة التألق قبل الرحيل لأياكس
أنا زلاتان(12).. البداية مع السويد ومواصلة رحلة التمرد
أنا زلاتان (13).. نهاية رحلة مالمو ووداع بطريقة سيئة
أنا زلاتان(14)..المراوغة التي ذهبت بمدافع ليفربول لشراء الهوت دوغ!
أنا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب إلى بيتك"!
أنا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!
أنا زلاتان (17).. مهمّة هيلينا المستحيلة!
أنا زلاتان(18)..عندما أهنت فان غال.."أأستمع لك أم لفان باستن"!
أنا زلاتان (19)...ما يفعلهُ كارو بالكرة..أستطيع فعلهُ ببرتقالة
أنا زلاتان (20).. هدف الكونغ فو المذهل في إيطاليا
أنا زلاتان (21).. حينما قفز كومان جنوناً..بسبب هدفي المارادوني!
أنا زلاتان (22)..كابيلو الرجل الذي تشعر أنك ميت بجواره
أنا زلاتان (23)عندما طالبني كابيلو بالتفوق على فان باستن!